كتبت.. آلاء محمدي

استضاف بودكاست "فايق ورايق" الفنان المصري سامي مغاوري الذي فتح قلبه وتحدث عن بداياته الفنية الصعبة والمثيرة، مستعيدًا تفاصيل محورية شكلت مسيرته الفنية، وكان من بين أبرز المحطات التي توقف عندها مغاوري، تجربته الفريدة والمحفوفة بالتحديات في فيلم "حب في الزنزانة" الذي جمعه بأسطورة الشاشة العربية، "سندريلا السينما" الراحلة سعاد حسني.

سامي مغاوري يكشف تفاصيل عمله مع سعاد حسني

عاد بنا الفنان المصري سامي مغاوري إلى تلك الفترة الزمنية، كاشفًا عن الكواليس المضطربة التي صاحبت ترشيحه لهذا العمل السينمائي الهام، وهو الذي كان بمثابة نقطة تحول في بداية طريقه الفني، وأكد مغاوري أنه وجد نفسه فجأة وسط "عش دبابير" بمجرد أن وطأت قدماه بلاطو التصوير، حيث واجه اعتراضات وصعوبات كادت أن تطيح بفرصته الثانية في عالم السينما.

ويسترجع مغاوري تلك الأيام قائلاً "بعد أن شاهدني المخرج القدير محمد فاضل على خشبة المسرح، كان له الفضل في ترشيحي للمشاركة في مسلسل (وقال البحر)، وبعد هذا العمل بفترة قصيرة، أسند إلي دورًا في فيلم (حب في الزنزانة)، ولكن بمجرد أن ظهر اسمي في تتر الفيلم، بادرني الفنان القدير محمود القلعاوي بنصيحة لا تنسى، حيث قال لي بلهجة تحمل الكثير من الخبرة (إنت دخلت عش الدبابير، استحمل القرص)".

سامي مغاوري في بودكاست "فايق ورايق"

يضيف الفنان المصري سامي مغاوري موضحًا طبيعة تلك الصعوبات "في ذلك الوقت، كنت فنانًا مغمورًا تمامًا، لم يكن يعرفني سوى المخرج محمد فاضل والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الشركة المنتجة للفيلم أبدت اعتراضًا صريحًا على وجودي في العمل، معللة ذلك بأن الدور الذي أُسند إليّ كان كبيرًا نسبيًا، وأنهم كانوا يبحثون عن وجه أكثر شهرة، وصل الأمر إلى الفنانة القديرة سعاد حسني، التي أُبلغت بأنني لست الممثل المناسب للدور، وهو ما دفعها أيضًا للاعتراض على مشاركتي، لقد شعرت بضغط هائل يهدف إلى استبعادي من الفيلم بشكل كامل".

ويحدث دائمًا في حكايات النجاح، كان هناك صوت قوي دافع عن موهبة الفنان الشاب آنذاك، ويكشف مغاوري عن الدور الحاسم الذي لعبه المخرج محمد فاضل في بقائه بالفيلم، قائلاً "كانت المفاجأة الكبرى هي تمسك المخرج محمد فاضل بي بشكل غير عادي.. لقد رفض بشكل قاطع أي بديل لي في الدور، بل وأكد أنه مستعد للانسحاب من إخراج الفيلم إذا تم استبعادي.. في تلك الفترة كانت الكلمة الأولى والأخيرة للمخرج في مثل هذه الأمور، وكان للمخرج محمد فاضل احترام وتقدير واسع النطاق بين جميع صناع الفن".

أول لقاء بين سامي مغاوري وسعاد حسني

ينتقل الفنان المصري سامي مغاوري في حديثه ليستعرض تفاصيل أول لقاء جمعه بسعاد حسني في موقع تصوير الفيلم، واصفًا إياه باللقاء البارد والمحفوف بالحذر، يقول "عندما بدأت تصوير مشاهدي مع الفنانة سعاد حسني، لاحظت أنها لم تتحدث معي بكلمة واحدة طوال الوقت.. لقد ألقت التحية على جميع أفراد طاقم العمل باستثناءي.. في تلك اللحظة، شعرت وكأنني أخوض امتحانًا مصيريًا سيحدد مستقبلي الفني"، ويضيف "ولكن الحمد لله، بعد الانتهاء من تصوير أحد المشاهد الصعبة، فوجئت بمدير التصوير وهو يثني على أدائي قائلاً لي (ممتاز)، وهذه الكلمة البسيطة كان لها تأثير كبير في رفع معنوياتي وتشجيعي".

ويستطرد مغاوري في روايته، كاشفًا عن التحول المفاجئ في موقف سعاد حسني تجاهه في اليوم التالي للتصوير، يقول "في اليوم التالي، فوجئت بالفنانة سعاد حسني تبحث عني في البلاتو، وهي تسأل بصوت عالي (فين الأستاذ سامي مغاوري؟)، ثم اقتربت مني وقالت لي بابتسامة رقيقة (إنت شاطر أوي)، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طلبت مني أن نحفظ المشهد الذي سنقوم بتصويره معًا، ودعتني لشرب القهوة معها من البن الخاص الذي كانت تحضره معها يوميًا، في إشارة واضحة لتقديرها المفاجئ لأدائي واعترافها بموهبتي".