أثارت منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI) موجةً من الإدانة بعد أن أشار رئيسها التنفيذي، جوناثان تيرنر، إلى أن الحرب الدائرة في غزة قد تؤدي إلى زيادة محتملة في متوسط ​​العمر المتوقع نتيجةً لانخفاض معدلات السمنة في غزة.

وصفت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية هذه التصريحات، التي جاءت ردًا على اقتراحٍ في الاجتماع العام السنوي للمجموعة التعاونية، بأنها “مقززة” وأثارت غضبًا عالميًا.

وفقا لتقرير الجارديان، جاءت هذه التصريحات في سياق تحذيرات من مجاعة وشيكة في غزة، وتوقعاتٍ بسقوط أكثر من 52 ألف قتيل منذ العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد أثار تصريح تيرنر انتقاداتٍ حادة من منظمات المناصرة الفلسطينية، التي اعتبرته محاولةً للتقليل من شأن الأثر الإنساني الكارثي للصراع.

تصريحات مقززة.. ربط السمنة بمتوسط ​​العمر المتوقع

ردًا على اقتراح يدعو المجموعة التعاونية إلى وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، انتقد جوناثان تيرنر تقديرًا لعدد القتلى يبلغ 186000 قتيل، كما ورد في تقرير مجلة لانسيت.

جادل بأن هذا الرقم مضلل، ويتجاهل النتائج الصحية الإيجابية المحتملة للحرب، بما في ذلك انخفاض معدلات السمنة في غزة، والذي ادعى أنه قد يزيد متوسط ​​العمر المتوقع.

أشار تيرنر إلى أن السمنة كانت إحدى أكبر المشكلات الصحية في غزة قبل الحرب، مشيرًا إلى أن الصراع المستمر قد يقلل من إمكانية الحصول على أطعمة غير صحية مثل الحلويات والسجائر، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل.

تعرض هذا الادعاء لانتقادات شديدة، لا سيما في ظل الأزمة الحالية التي تواجهها غزة، حيث يعاني المدنيون من الجوع والمرض والصدمات النفسية الناجمة عن الصراع. وقد أثار اقتراح أن فقدان الوزن قد يكون مفيدًا في ظل هذه الظروف الصعبة اتهامات باللامبالاة ومحاولة لتبرير الفظائع التي تحدث في غزة.

ردّ منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية

أدان بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، بشدة تعليقات تيرنر، واصفًا إياها بـ”المقززة”. وأشار إلى أنه في حين يواجه أطفال غزة خطر الجوع والموت، فإن التلميح إلى أن تأثير الحرب قد يفيدهم من خلال إنقاص وزنهم ليس قاسيًا فحسب، بل يعكس أيضًا مدى قسوة موقف مؤيدي إسرائيل لتبرير الإجراءات المتخذة ضد الفلسطينيين.

كما أدلى كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (كابو)، بدلوه، منددًا بتعليقات تيرنر ووصفها بأنها “آراء فظيعة”. وعلق ساخرًا بأن الحرب فرضت على إسرائيل “نظامًا غذائيًا قسريًا” على 2.3 مليون فلسطيني في غزة، مما أدى إلى تفاقم الظروف اللاإنسانية التي يعاني منها السكان هناك.

اقرأ أيضًا: النشرة العسكرية.. سر قوة منظومة الدفاع الجوي لباكستان.. وإسرائيل تكشف نظامًا متقدمًا لمكافحة المسيرات

الأزمة الإنسانية في غزة.. تناقض صارخ مع تعليقات تيرنر

لا يزال الوضع في غزة مأساويًا. وفقًا لتقارير حديثة، أدت الحرب إلى انخفاض ملحوظ في متوسط ​​العمر المتوقع، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا الرقم قد انخفض بما يقارب 35 عامًا منذ بداية الصراع.

مع استمرار نقص الغذاء والإمدادات الطبية والضروريات الأساسية، يواجه السكان صعوبات بالغة. في هذا السياق، يُنظر إلى أي ذكر للفوائد المحتملة، مثل فقدان الوزن، على نطاق واسع على أنه تجاهل للخسائر الكارثية التي ألحقتها الحرب بسكان غزة.

كما تتجاهل تعليقات تيرنر القضايا الإنسانية الأوسع التي تواجه غزة، حيث يتعرض سكانها بأكملهم للعنف والتشريد والحرمان. إن واقع الصراع بعيد كل البعد عن المناقشات المجردة حول الإحصاءات الصحية وفقدان الوزن؛ فبالنسبة للكثيرين في غزة، يبقى البقاء على قيد الحياة هو الشغل الشاغل.

الرد.. التوترات القانونية والسياسية

ليس بيان مجموعة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI) المرة الأولى التي تثير فيها المجموعة جدلًا. في عام 2023، ضغطت منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI) على مستشفى تشيلسي ووستمنستر في لندن لإزالة عرض فني لأطفال فلسطينيين، مدّعيةً أنه جعل المرضى اليهود يشعرون “بالضعف والمضايقة والظلم”.

كما هددت المجموعة باتخاذ إجراء قانوني بسبب تعليق الحكومة البريطانية صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.

واجهت منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل”، التي تضم شخصيات بارزة مثل قاضي المحكمة العليا السابق جون دايسون والزعيم المحافظ السابق مايكل هوارد من بين رعاتها، تدقيقًا متزايدًا لدورها في الدفاع عن السياسات الإسرائيلية.

مع ذلك، يُسلّط هذا الجدل الأخير الضوء على التوتر المتزايد بين مناصرة منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” ودعوات المساءلة الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والمجتمع الدولي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط