كتبت.. آلاء محمدي

ودعت الجزائر والعالم العربي قاطبة أحد أبرز رواد السينما الجزائرية، المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة، وهو الذي وافته المنية صباح اليوم في منزله بالعاصمة الجزائرية عن عمر يناهز الـ 95 عامًا، وبرحيل حمينة، تسدل الستار على مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإنجازات، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا غنيًا يجسد تاريخ أمة ويحكي قصة كفاح شعب.

وفاة محمد لخضر حمينة

رحل عن عالمنا المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة الذي وافته المنية عن عمر ناهز 95 عاماً في منزله الكائن بالعاصمة الجزائرية، وبهذا الرحيل، تطوى صفحة مشرقة من تاريخ السينما الجزائرية، تاركاً إرثاً فنياً غنياً سيبقى خالداً في ذاكرة الأجيال.

ويعد الفقيد رمزاً للإبداع والعطاء في المشهد الثقافي والفني، حيث كرس حياته لخدمة الفن السابع، مقدّماً أعمالاً سينمائية خالدة حملت بين طياتها قصصاً من الواقع الجزائري، عكست آمال وطموحات شعب بأسره، ولم يكن حمينة مجرد مخرج، بل كان مؤرخاً سينمائياً، استطاع أن يوثق مراحل هامة من تاريخ الجزائر، بدءاً من كفاحها من أجل الاستقلال، وصولاً إلى بناء الدولة الحديثة.

من هو محمد لخضر حمينة؟

بدأت رحلة المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة مع الفن السابع في فرنسا حيث تلقى تعليمه، قبل أن يغادرها إلى تونس أثناء ثورة التحرير الجزائرية، لينضم إلى صفوف الحكومة الجزائرية المؤقتة، ويضع خبراته في خدمة القضية الوطنية، كان إيمانه العميق بقدرة السينما على إحداث التغيير وصناعة الوعي دافعًا أساسيًا لجهوده الرائدة.

وشهد عام 1966 ميلاد أول أعماله الإخراجية، الفيلم التاريخي "ريح الأوراس"، وهو الذي لاقى صدى واسعًا وفتح الباب أمام مسيرة سينمائية حافلة، تبعه بعامين فيلم "حسان الإرهابي" ثم "ديسمبر" عام 1973، ليثبت حمينة مكانته كمخرج واعي ومتمكن.

حصول محمد لخضر حمينة على جائزة السعفة الذهبية

كان عام 1975 هو نقطة التحول الكبرى في مسيرة محمد لخضر حمينة الفنية، عندما حقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق للسينما العربية، بحصوله على جائزة السعفة الذهبية المرموقة في مهرجان كان السينمائي عن تحفته الخالدة "وقائع سنين الجمر"، وهذا الفيلم الذي جسد بعمق وصدق كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، لم يكن مجرد عمل سينمائي، بل كان وثيقة حية للتاريخ، صاغها حمينة ببراعة وإتقان لتخلد ذكرى التضحيات الجسام التي قدمها الجزائريون في سبيل حريتهم، ويظل محمد لخضر حمينة صاحب السعفة العربية الوحيدة في مهرجان كان طوال تاريخه المديد، وهو إنجاز يضعه في مصاف كبار المخرجين العالميين.

ولم تتوقف إبداعات حمينة عند هذا الحد، فقد استمر في تقديم أعمال سينمائية قيمة تركت بصمتها في الذاكرة البصرية الوطنية والعربية، من بينها "رياح رملية" عام 1982، و"الصور الأخيرة" عام 1986.