وفقًا لبيانات جديدة صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية، سجّل عدد قياسي من الأمريكيين طلبات للحصول على الجنسية البريطانية والحق في العيش والعمل في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، في العام المنتهي في مارس، سعى 6618 أمريكيًا للحصول على الجنسية البريطانية، وهو أعلى رقم سنوي منذ بدء تسجيل البيانات الرسمية عام 2004. ومن بين هؤلاء، قُدّم أكثر من 1900 طلب بين يناير ومارس، مسجلًا رقمًا قياسيًا ربع سنويًا.

يقول محامو الهجرة في جميع أنحاء لندن إنهم لاحظوا ارتفاعًا حادًا في استفسارات المواطنين الأمريكيين منذ إعادة انتخاب الرئيس ترامب في نوفمبر، حيث تُثير المخاوف بشأن البيئة السياسية الأمريكية اهتمامًا بالجنسية المزدوجة أو الانتقال الدائم إلى الخارج.

الغموض السياسي يدفع الأمريكيين إلى استكشاف الإقامة البريطانية

صرح موهونثان باراميسفاران، كبير محامي الهجرة في شركة ويلسونز للمحاماة: “شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في طلبات الجنسية من المواطنين الأمريكيين. ربما كان الأشخاص الذين كانوا هنا يفكرون: ‘أريد خيار الجنسية المزدوجة في حال عدم رغبتي بالعودة إلى الولايات المتحدة'”.

وفقًا لباراميسفاران، فقد جاء هذا الارتفاع في الاهتمام عقب الانتخابات الأمريكية مباشرةً، وتأثر بالتصريحات السياسية المختلفة التي أصدرتها الإدارة الجديدة.

هذا التوجه ليس حكرًا على الأمريكيين، لكن القفزة من الولايات المتحدة تتجاوز بكثير المتوسط ​​العالمي. ففي حين ارتفعت طلبات الجنسية البريطانية عالميًا بنسبة 9.5% على أساس سنوي، ارتفعت طلبات الأمريكيين بنسبة 30% في الفترة نفسها.

تتوقع زينا لوتشوا، الشريكة في شركة لورا ديفاين للهجرة، زيادات إضافية في الطلبات مع استمرار الديناميكيات السياسية الأمريكية في حثّ المقيمين – سواءً مواطنين أمريكيين أو أجانب آخرين يقيمون حاليًا في الولايات المتحدة – على التفكير في خطط طويلة الأجل في المملكة المتحدة.

قالت لوتشوا: “لا تتعلق الاستفسارات التي نراها بالضرورة بالجنسية البريطانية، بل تتعلق أكثر بالسعي إلى الانتقال”.

اقرأ أيضا.. علامات حياة خارج الأرض؟ الأمل يتراجع بعد إعادة تحليل بيانات الكوكب K2-18b

طلبات التوطين تصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق

تكشف إحصاءات منفصلة صادرة عن وزارة الداخلية أن عددًا قياسيًا بلغ 5521 مواطنًا أمريكيًا مُنحوا حقوق التوطين في بريطانيا عام 2024، مما يسمح لهم بالعيش والعمل في البلاد لأجل غير مسمى – وهي خطوة ضرورية قبل التقدم بطلب الجنسية.

كانت غالبية هذه الموافقات لأفراد تربطهم صلات عائلية، مثل الأزواج أو الوالدين، على الرغم من أن نسبة كبيرة منها كانت للعمال المهرة الذين ينتقلون من تأشيرات مؤقتة.

يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 20% عن عام 2023، ويسجل رقمًا قياسيًا جديدًا للأمريكيين المقيمين في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فهو أقل بقليل من الزيادة الإجمالية البالغة 37% في منح الإقامة لجميع الجنسيات، مما يعكس تحولات أوسع في أنماط الهجرة العالمية.

يتوقع باراميسفاران استمرار هذا الإقبال، حيث أعلنت الحكومة البريطانية مؤخرًا عن خطط لتمديد فترة الإقامة المطلوبة للإقامة الدائمة من خمس إلى عشر سنوات. وقال: “يشعر الناس بالقلق إزاء ما قد يلوح في الأفق من تغييرات محتملة في فترات التأهيل”، مشيرًا إلى أن الكثيرين يتوقون للحصول على الإقامة بموجب القواعد الحالية الأكثر ملاءمة.

تغييرات في السياسات وبيئة تنافسية

أشارت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر مؤخرًا في البرلمان إلى أن بعض المهاجرين لا يزال بإمكانهم التأهل للإقامة الدائمة “بسرعة أكبر” اعتمادًا على “مساهماتهم”، على الرغم من أن التفاصيل النهائية لم تُعلن بعد.

يقول محللون، مثل مارلي موريس من معهد أبحاث السياسات العامة، إن هذا الارتفاع في عدد الطلبات يُرجّح أن يكون مدفوعًا بمزيج من تغييرات الأهلية والدوافع السياسية.

تسعى المملكة المتحدة إلى خفض صافي الهجرة، الذي انخفض إلى النصف في عام ٢٠٢٤ بعد سلسلة من القيود التي فرضتها حكومة المحافظين السابقة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط