نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
برج أناليما: أول ناطحة سحاب مُعلّقة من الفضاء ترسم مستقبل المدن خارج الأرض من دبي (فيديو) - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 10:56 صباحاً
في خطوة جريئة تعيد تعريف مفهوم ناطحات السحاب، كشفت شركة Clouds Architecture Office، وهي شركة هندسية مقرها نيويورك، عن تصميم ثوري لمبنى مستقبلي أطلقت عليه اسم "برج أناليما – Analemma Tower". ما يميز هذا البرج ليس طوله المذهل فحسب، بل الأساس الذي يعتمد عليه؛ إذ لا يرتكز على سطح الأرض كما هو مألوف، بل يُعلّق رأساً على عقب من كويكب يدور في مدار متزامن مع الأرض.
البرج المعلّق من الفضاء: مفهوم جديد للهندسة المعمارية
بحسب ما ورد على الموقع الرسمي لشركة Clouds Architecture Office، فإن برج أناليما يعكس النموذج التقليدي للعمارة، حيث يُستبدل الأساس الأرضي بآخر فضائي، وذلك من خلال نظام يسمى "النظام المداري العالمي للدعم – Universal Orbital Support System (UOSS)"، والذي يستلهم فكرته من مصاعد الفضاء المفترضة. الفكرة الجوهرية تقوم على ربط البرج بكابل فائق القوة يمتد من كويكب صناعي يتم تثبيته في المدار الجغرافي المتزامن مع الأرض، ما يسمح للبرج بأن يظل معلقاً في الفضاء على ارتفاع شاهق.
رؤية مستقبلية لسكان البرج
هذا التصميم الفريد يمنح سكان البرج مناظر متغيرة باستمرار للأرض، إذ سيظل البرج يطفو فوق مواقع متعددة على سطح الكوكب حسب مدار الكويكب. وهذا يوفر تجربة سكنية لا مثيل لها، تمزج بين الحياة في الفضاء والرؤية الشاملة للعالم من الأعلى.
في هذا الإطار يقول جاك جندو، رائد أعمال وخبير في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي لشركة "Brain Digits"، في حديث الى "النهار" أنّه "وقع الاختيار على دبي لإطلاق هذا البرج الاستثنائي لأانّ ببساطة، دبي اعتادت تنفيذ مشاريع خارجة عن المألوف، ترتكز على الابتكار وتكسر القواعد السائدة. فهي تبني ناطحات سحاب بأكلاف أقل من نيويورك، وتملك دوماً شغفاً واستعداداً للتفكير في المستقبل وما بعده".
ولكن هذا المشروع لا يقتصر على كونه برجاً فحسب، بل هو رؤية جديدة لطبيعة المدن، وحدود العيش، وطريقة الحياة، برأي جندو، إذ يطرح من خلال "مانع تاور" تساؤلات جوهرية تستحق التأمل: هل يمكننا أن نسكن أفقياً بدلاً من عمودياً؟ هل يمكن للطاقة أن تُستمد من خارج الغلاف الجوي؟ هل يمكن أن يكون المستقبل معلقاً حولنا وليس على الأرض؟".
حياة خارج الأرض؟
ويتابع جندو "اليوم هي مجرد فكرة، وغداً قد تصبح واقعاً. فقد كانت ناطحات السحاب في الماضي حلماً، ثم أصبحت جزءاً من واقعنا. من الحدائق المعلقة إلى المدن المعلّقة، قد لا تكون الحياة في المستقبل على سطح الأرض، بل فوقها".
أما عن كيفية تنفيذ هذا المشروع الذي يبدو جنونياً، فتكمن فكرته في ثلاث خطوات، يشرحها خبير الذكاء الاصطناعي ويقول: "أولاً، يتم وضع كويكب في مدار حول الأرض يدور باستمرار. ثانياً، تُمد منه كابلات قوية نحو الأسفل، يتم تعليق البرج بها. ثالثاً، يتحرك هذا الكويكب في مدار يشبه الرقم 8، مما يسمح للبرج أن يتحرك تدريجاً فوق مناطق متعددة من الكرة الأرضية. وعندما يمر البرج ببطء فوق مدن مثل نيويورك أو دبي، يمكن إنشاء نقاط اتصال مباشرة مع سطح الأرض. أما مصدر الطاقة، فهو يأتي من الشمس مباشرة من خلال ألواح شمسية فضائية تعمل بكفاءة طوال اليوم من دون تأثر بالغيوم أو العوامل الجوية. أما المياه، فيعاد تدويرها ضمن نظام مغلق يستفيد من الأمطار والرطوبة الجوية. وبالنسبة الى المصاعد، فلن تحتاج إلى كابلات تقليدية، بل ستعتمد على تقنيات الرفع المغناطيسي التي تسمح بالتحرك العمودي بكفاءة عالية".
ويختم جندو: "إنه مشروع قد يبدو خيالياً اليوم، لكنه يفتح الباب لتصورات جديدة عن مستقبل المدن والحياة البشرية خارج الأرض".
ماذا يعني هذا المشروع للعالم؟
يمثّل مشروع برج "أناليما" تحولًا جذريًا في فهم الإنسان لمكانه في الكون، ويحمل دلالات ومعاني عميقة على مستويات عدة:
أولًا، يعيد المشروع تصور العلاقة بين الإنسان والفضاء، إذ يمهّد لعصر جديد تُدمج فيه البنية التحتية الحضرية مع الفضاء الخارجي، مما يفتح المجال لحياة يومية تتجاوز حدود الأرض التقليدية.
ثانيًا، يفتح المشروع آفاقًا غير مسبوقة أمام الهندسة المعمارية والتكنولوجيا، فهو يتطلب قفزة نوعية في تطوير مواد خارقة وقدرات هندسية قادرة على الصمود في بيئة المدار الفضائي، وهو ما قد يشكّل ثورة في عالم التصميم والبناء.
ثالثًا، وعلى رغم عبقرية الفكرة، إلا أن المشروع يواجه تحديات واقعية هائلة، بدءًا من وضع كويكب في مدار ثابت حول الأرض، مرورًا بتطوير كابلات فائقة القوة، وصولًا إلى ضمان سلامة الحياة البشرية في بيئة غير مأهولة وعلى ارتفاعات غير مسبوقة.
وأخيرًا، يشكّل برج أناليما رسالة رمزية عميقة؛ فهو ليس مجرد مشروع معماري مستقبلي، بل تعبير عن طموح الإنسان اللامحدود في كسر القيود التي فرضتها عليه الجاذبية، والانطلاق نحو آفاق أوسع من الابتكار والاستكشاف.
في النهاية، يبقى "برج أناليما" تجسيداً لحلم هندسي في طور الفكرة، لكنه يحمل مؤشرات قوية على كيف يمكن للعمارة أن تتخطى المألوف وتُحلّق حرفياً نحو الفضاء. فهل سنشهد قريباً أول برج معلّق في السماء؟ أم سيبقى هذا المفهوم حبيس الخيال العلمي؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة.
0 تعليق