كتب المحرر البرلماني - اليوم، شهدت جلسة النواب الصباحية مشادات واحتجاجات واسعة، حيث ساد التوتر الجلسة التشريعية، بعد اقتراح غير مفهوم ولا منطقي من النائب ابراهيم الطراونة طلب فيه منح حقّ التعليق على تقرير ديوان المحاسبة "الرقابي" لمتحدّث واحد فقط عن كلّ كتلة نيابية، متجاهلا أن الوظيفة الأهمّ لمجلس النواب هي الحديث والرقابة، فهذا "مجلس الحديث والكلام" وليس "ديكور" كما وصفه أحدهم من قبل!

الصفدي، الذي بدا مدركا لعدم منطقية مقترح الطراونة، طرح على المجلس مقترحا معدّلا بمنح نائبين من كلّ كتلة حقّ الحديث، وقد صوّت النواب بالموافقة عليه، لكن عاد وتراجع عن ذلك أمام احتجاجات أعضاء كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي وأتاح المجال لكلّ النواب المسجّلين مسبقا بالحديث.

اللافت أن الصفدي اتهم أعضاء كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي بأن "في بالهم موّالا يريدون أن يغنّوه"، طالبا منهم أن "يغنّوه خارج القبة"! وهذا ما لا يتسق مع كلّ الجهود المضنية التي بذلتها الدولة الأردنية خلال السنوات الماضية من أجل اقناع ودفع الأحزاب وعلى رأسها حزب جبهة العمل الاسلامي للمشاركة في الانتخابات وممارسة العمل السياسي ومحاولة الاصلاح "من الداخل" بدلا من الشارع!

لقد بات واضحا وعلى ضوء ما تكرر حدوثه من مشادات مفتعلة في مجلس النواب ،ان هناك نوابا بعينهم يسعون للتأزيم وتوتير الاجواء ، وهؤلاء للاسف لا يدركون ان استمرار هذا التأزيم سيعزز القناعة لدى الاردنيين بان حل المجلس افضل بكثير واكرم من استمراره على هذا النحو المؤذي والمسيء للتجربة الديمقراطية الاردنية الغضة ..

الواقع أن أداء رئاسة مجلس النواب وبعض النواب في الدورة العادية الأولى -التي يبدو أنها على وشك انهاء أعمالها- لم يكن موفقا ولا متسقا مع برلمان يُفترض أنه جاء ثمرة لمشروع التحديث السياسي.