حالة من الخوف والقلق يعيشها سكان العاصمة السورية دمشق على خلفية هجمات شنَّها مسلَّحون مجهولون على عدد من الملاهي الليلية ما أثار المخاوف حول قدرة الأمن على مواجهة هذه الحوادث وردع هؤلاء المسلحون.

وبحس وسائل إعلام سورية فقد تعرض ملهى “الكروان” الليلي الواقع في منطقة الحجاز وسط دمشق لهجوم مسلح قبيل فجر الاثنين، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة آخرين، وفق ما أفادت مصادر محلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويُعد هذا الحادث الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، مما أثار تساؤلات واسعة حول أمن المدينة، ومدى قدرة السلطات على ضبط الوضع، خاصة في ظل انتشار روايات عن تضييق متزايد على الحريات الشخصية.

ونقلت تقارير صحفية عن  شهود عيان، أن مسلحون مجهولون اقتحموا الملهى الليلي وفتحوا النار بشكل عشوائي على الحاضرين، ما أدى إلى حالة من الهلع بين رواد المكان.

وقال شاهد من الجوار، طلب عدم الكشف عن هويته: “استيقظنا على صوت إطلاق نار كثيف. لم نكن نعرف ما الذي يحدث، وعندما هدأ كل شيء، رأينا سيارات الإسعاف والشرطة تصل بسرعة. كانت هناك جثة لامرأة وبقع دماء في المكان”.

تحقيقات أمنية في حوادث الهجوم على الملاهي الليلية

محافظة دمشق سارعت إلى إصدار بيان استنكار، وصف فيه محافظ المدينة، ماهر مروان، الحادث بـ”المؤسف”، مؤكداً أن المحافظة “لن تتوانى عن محاسبة كل من يعبث بأمن المدينة”، ومشدداً على ضرورة الالتزام بالقوانين والأنظمة المرعية.

وأضاف البيان أن الجهات المختصة بدأت على الفور التحقيقات اللازمة، بهدف تعقب الجناة والكشف عن خلفيات الحادث، مؤكداً أن السلطات مصممة على الحفاظ على الأمن العام وعدم السماح بأي تجاوزات تهدد السلم المجتمعي.

حادثة سابقة موثقة بكاميرا مراقبة

الهجوم الجديد جاء بعد أيام فقط من انتشار مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة، أظهر اقتحام مجموعة من العناصر الأمنية ملهى ليلياً آخر في دمشق فجراً، وقيامهم بالاعتداء على رواده بالضرب، بما في ذلك نساء تعرضن للركل والدفع بعنف أثناء محاولتهن الفرار.

وعلى إثر موجة الغضب الشعبي التي تلت الحادث، أعلنت وزارة الداخلية توقيف العناصر المتورطين، وأكدت إحالتهم إلى القضاء.

وجاء في بيان رسمي للوزارة: “لن يتم التهاون مع أي تجاوز يصدر عن أي جهة، وأي اعتداء على المواطنين أو الممتلكات سيقابل بإجراءات قانونية حازمة”.

مخاوف من تصاعد القيود على الحريات الشخصية

بحسب تقارير فقد تزامن الهجوم الأخير مع أنباء عن اعتداء في مدينة حمص على الناشط عبد الرحمن كحيل، بعد أن أوقفته دورية أمنية بسبب مرافقته لسيدة، دون وثائق رسمية تثبت أنها خطيبته.

ووفق ما تداوله ناشطون، فقد تعرض كحيل للضرب والتهديد بتلفيق تهم له إن تحدث عن الواقعة.

وتعكس هذه الحوادث مخاوف متزايدة لدى السوريين من أن تكون هناك حملة غير معلنة تستهدف الحريات العامة، لا سيما في ما يتعلق بالحياة الاجتماعية والخصوصية الفردية، تحت ذرائع أمنية أو دينية متشددة.

دعوات لمحاسبة المتورطين في الهجمات على الملاهي الليلية

في ظل تكرار هذه الحوادث، يطالب ناشطون ومراقبون بفتح تحقيقات شفافة ومستقلة، ومحاسبة كل من يتورط في الاعتداء على المدنيين، سواء أكان من المسلحين المجهولين أو من عناصر الأجهزة الأمنية، إلى جانب ضمان حماية الحريات الشخصية التي كفلها الدستور السوري.

وبحسب نشطاء فإن عودة الأمان إلى العاصمة لا تعني فقط منع الجرائم، بل أيضاً وقف الاعتداءات المقنّعة على أسلوب حياة المواطنين، ومنع أي جهة من فرض نمط اجتماعي بالقوة أو التخويف.

اقرأ أيضًا: رحل الأسد وبقيت المخدرات.. هل تحول الكبتاغون إلى صناعة استراتيجية في سوريا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط