شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً كبيراً في الأسواق العالمية، حيث تجاوزت مستويات جديدة وسط توقعات بمزيد من الصعود، خاصة مع التخوفات الاقتصادية العالمية وتراجع مستويات الدولار الأمريكي، وقد ترافق هذا النمو مع تدفقات استثمارية كبيرة نحو المعدن الأصفر؛ نتيجة لتوقعات بتثبيت معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي وتعزيز دور الذهب كأصل آمن أمام التقلبات الاقتصادية.

الذهب يتجاوز 3300 دولار للأونصة مدعوماً بانخفاض الدولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً كبيراً في تعاملات اليوم، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3312 دولاراً، مع انخفاض واضح في قيمة الدولار الأمريكي، ويُتوقع أن يعتمد استمرار ارتفاع الذهب على نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي والتصريحات حول أسعار الفائدة والتضخم، إلى جانب تأثير التطورات الاقتصادية العالمية، ويعتبر ضعف الدولار فرصة إضافية لزيادة قيمة الذهب كملاذ آمن أمام المستثمرين؛ الأمر الذي يعزز الطلب ويقوي مكاسب المعدن الأصفر.

بنك جولدمان ساكس يتوقع وصول الذهب إلى 3700 دولار

رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب ليبلغ 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، ويستند ذلك التحليل إلى زيادة الإقبال من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ويرى البنك أن المخاوف من الركود والتباطؤ الاقتصادي العالمي تدفع المستثمرين إلى التمسك بالذهب كأداة للتحوط من المخاطر، وفي سيناريو متشائم، أشار البنك إلى احتمالية وصول أسعار الذهب إلى مستويات 3880 دولاراً للأونصة إذا ساءت الأوضاع الاقتصادية أكثر؛ مما يدعم النظرة العامة الإيجابية للمعدن الأصفر.

تصريحات باول ودورها الحاسم في أداء الذهب

تتوجه الأنظار هذا الأسبوع نحو تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، عقب اجتماع البنك المركزي يوم الأربعاء، حيث يبحث المستثمرون عن إشارات واضحة بشأن مستقبل السياسة النقدية، والتوجهات المتعلقة بأسعار الفائدة، وإذا لمح باول إلى خفض التوجه التشديدي أو الإبقاء على الفائدة مستقرة، فمن شأن ذلك أن يدعم أسعار الذهب ويزيد من الطلب عليه، وعلى الجانب الآخر، في حال كانت تصريحاته صارمة وتتجه لرفع الفائدة، قد يؤثر ذلك سلباً على حركة المعدن الأصفر مع زيادة قوة الدولار.

يُذكر أن الذهب سجل مكاسب قياسية منذ بداية عام 2025، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 26%، وهو ما يعكس قوة الطلب على المعدن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وإن استمرار هذا الزخم يعتمد بشكل كبير على توقعات الأسواق حول أداء الفيدرالي الأمريكي والمخاطر الجيوسياسية، ويظل الذهب الخيار المفضل لدى المستثمرين المستعدين لمواجهة الأوقات العصيبة التي قد تشهد تقلبات كبيرة في الأسواق المالية.