في تصعيد غير مسبوق، هددت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم الجامعات الأمريكية بإجراءات عقابية مشابهة لتلك التي فُرضت على جامعة هارفارد، بسبب سماحها باحتجاجات طلابية منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

تعليق برنامج تأشيرات هارفارد وتحذير للجامعات

وأعلنت نويم عن تعليق برنامج تأشيرات الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، متهمة إدارتها بـ"التقاعس" في التعاون مع السلطات بشأن تقديم معلومات عن طلبة شاركوا في احتجاجات داعمة للفلسطينيين، و"التغاضي عن خطابات معادية للسامية ومؤيدة للإرهاب"، بحسب زعمها.

وجاء هذا الإجراء بعد رفض الجامعة المتكرر تقديم سجلات تأديبية وتسجيلات لاحتجاجات طلابية نظمها طلبة أجانب داخل الحرم الجامعي.

وقالت نويم في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز": "هارفارد فشلت في الالتزام بمتطلبات قانونية بسيطة، وتحولت إلى بيئة معادية لليهود.لقد فقدت حقها في استضافة الطلاب الدوليين". وأضافت أن القرار يمثل "تحذيراً مباشراً لبقية الجامعات" التي تسمح باحتجاجات ضد إسرائيل، مشددة على أن الجامعات التي "تفشل في قمع التطرف" ستواجه العواقب.

مهلة 72 ساعة وسجلات بأسماء المشاركين

وأمهلت وزارة الأمن الداخلي جامعة هارفارد 72 ساعة لتقديم السجلات المطلوبة، والتي تشمل: أسماء وسجلات سلوكية لطلبة أجانب شاركوا في احتجاجات خلال الأعوام الخمسة الماضية. ولقطات وتوثيقات لأنشطة وُصفت بأنها "غير قانونية أو تحريضية". وتقارير تأديبية تتعلق بهؤلاء الطلبة.

وهددت الوزارة بمنع الجامعة من استقبال طلبة أجانب في العام الدراسي 2025- 2026، ما يعني أن الطلبة الحاليين إما سيرحلون أو سينتقلون إلى جامعات أخرى.

هارفارد ترد: قرار غير قانوني وانتقام سياسي

في المقابل، رفضت جامعة هارفارد القرار واعتبرته "غير قانوني ويشكّل انتقاماً سياسياً". وقال المتحدث باسم الجامعة، جيسون نيوتن: "هذا الإجراء يُهدد بإلحاق ضرر جسيم بمجتمع هارفارد الأكاديمي ويقوّض استقلال الجامعات كمؤسسات تعليمية بحثية". وأكدت الجامعة أنها ستوفر الدعم القانوني والإرشادي لطلبتها الدوليين، وتتمسك بمبادئ التنوع الأكاديمي والثقافي.

تصعيد أوسع ضد الجامعات

يأتي هذا التصعيد في سياق حملة حكومية أوسع بقيادة إدارة ترامب ضد الجامعات الأمريكية، تتهمها بالتساهل مع "خطابات معادية للسامية"، على خلفية احتجاجات طلابية حاشدة دعماً لغزة.

وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو أمام الكونغرس أن آلاف تأشيرات الطلاب "أُلغيت بالفعل"، متعهداً بمواصلة الحملة ضد "المشاغبين في الحرم الجامعي".

وفي خطوة تصعيدية إضافية، جمدت الإدارة الفيدرالية نحو 3 مليارات دولار من التمويل الحكومي لهارفارد، وفتحت تحقيقات في وزارات العدل والتعليم والصحة بدعوى "الإخفاق في مكافحة خطاب الكراهية".

احتجاجات واسعة في الحرم الجامعي

وشهدت جامعات أمريكية كبرى مثل هارفارد، كولومبيا، وييل، موجة احتجاجات طلابية واسعة منذ أكتوبر 2023، نُصبت خلالها مخيمات واعتصامات طلابية تطالب الجامعات بسحب استثماراتها من إسرائيل ووقف دعمها السياسي والمالي.

ورغم تصاعد القمع الحكومي والضغوط السياسية، لا تزال هذه الاحتجاجات تمثل أحد أكبر التحركات الطلابية في الجامعات الأمريكية منذ حرب فيتنام، ما يعكس عمق الانقسام السياسي داخل المجتمع الأكاديمي الأمريكي.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك