في تطور يُثير القلق إقليميًا ودوليًا، عاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ليرفع منسوب التوتر في شرق آسيا، بإشرافه المباشر على تدريبات جوية واسعة النطاق، كشفت ولأول مرة عن امتلاك بيونغ يانغ لصواريخ جو-جو متطورة وطائرات مسيّرة هجومية بطابع شبح.

تدريبات ومناورات كوريا الشمالية لـ “حرب محتملة”

ووصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية هذه المناورات بأنها “محاكاة لحرب محتملة”، في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية ورسائل حازمة إلى الخصوم الإقليميين والدوليين، بالتوازي مع تعاظم التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو.

اختبار حي لصواريخ جو-جو متوسطة المدى لأول مرة

في هذا الإطار، كشفت كوريا الشمالية للمرة الأولى عن تنفيذ اختبار حي لصاروخ جو-جو متوسط المدى موجه، تم إطلاقه من مقاتلات من طراز “ميغ-29″، وذلك خلال مناورات جوية أجريت تحت إشراف مباشر من كيم جونغ أون.

ويعد هذا الظهور التطبيقي الأول لهذا النوع من التسليح منذ أن كشفت عنه كوريا الشمالية بشكل نموذجي خلال معرض “جوي-2021” قبل أربع سنوات.

وشملت التدريبات الجوية أيضًا محاكاة لاعتراض أهداف جوية متحركة مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، في ما يبدو تركيزًا واضحًا على تحسين قدرات بيونغ يانغ في مواجهة الهجمات الجوية الذكية والمركبة.

دعم تقني روسي

من جانبه، صرّح النائب في البرلمان الكوري الجنوبي، يو يونغ-وون، بأن هذه الخطوة قد تعكس حصول كوريا الشمالية على دعم تقني من روسيا. ولفت إلى أن تصميم الصاروخ المجرب يُشبه إلى حد بعيد صواريخ “AMRAAM” الأمريكية و”PL-12″ الصينية، ما يشير إلى احتمالية تزايد التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، في ضوء اللقاءات المتكررة بين قيادتي البلدين مؤخرًا.

طائرات مسيّرة هجومية بطابع شبح

وشهدت المناورات أيضًا الظهور العلني الأول لطائرات مسيرة هجومية من طراز “ساتبيول-4” و”ساتبيول-9″، والتي تحمل تشابهًا كبيرًا من حيث الهيكل والوظيفة مع نظيراتها الأمريكية “غلوبال هوك” و”ريبر”.

وقد تم استعراض هذه الطائرات من دون طيار في تحليق جماعي منسق، في إشارة واضحة إلى نية بيونغ يانغ تحديث أسطولها الجوي وتعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى باستخدام تقنيات التخفي والمراقبة.

قنابل ذكية موجهة بالأقمار الصناعية

أظهرت الصور الرسمية التي بثّها الإعلام الكوري الشمالي كذلك استخدام قنابل جو-أرض موجهة عبر الأقمار الصناعية، يُعتقد أنها نسخة محلية الصنع تحاكي القنبلة الذكية الكورية الجنوبية “KGGB”.

ويعكس هذا التطور سعي كوريا الشمالية لتبنّي تكتيكات مستلهمة من ساحات القتال الحديثة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، مع التركيز على الدمج بين التوجيه الدقيق والاستهداف طويل المدى.

نشاط عسكري مكثف للزعيم كيم في مايو

وتأتي هذه المناورات ضمن سلسلة نشاطات عسكرية متصاعدة يقودها كيم جونغ أون منذ مطلع مايو، تضمنت اختبارات صاروخية ميدانية، وزيارات تفقدية لمصانع دبابات وذخائر، بالإضافة إلى إشرافه على تدريبات لوحدات العمليات الخاصة. كما أجرى زيارة غير معتادة إلى السفارة الروسية في بيونغ يانغ، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتعزيز التحالف الاستراتيجي مع موسكو في ظل العزلة الدولية المفروضة على البلدين.

تدريبات برسائل مزدوجة وسعي لتصدير القوة

تكشف التدريبات الأخيرة عن تحول نوعي في سلوك كوريا الشمالية العسكري، من مجرد استعراض داخلي للقوة إلى محاولة جادة لإظهار أسلحة متقدمة وتكتيكات جديدة للعالم. فالعرض العلني لصواريخ جو-جو متوسطة المدى والطائرات الشبحية المسيّرة يحمل رسائل واضحة للخصوم وللشركاء المحتملين أيضًا.

وقد تسعى بيونغ يانغ من خلال هذه العروض إلى إثبات قدرتها على خوض حرب جوية حديثة، وتأكيد استعدادها للتعامل مع أي تهديدات استراتيجية، مع التلميح في الوقت ذاته إلى قدرتها على تصدير هذه الأسلحة أو تقنياتها لدول صديقة في المستقبل. كما يُفهم من تكثيف هذه الأنشطة أن كوريا الشمالية باتت تراهن على القوة الجوية كعنصر محوري في عقيدتها العسكرية الجديدة، ما قد يغيّر موازين الردع في المنطقة.

اقرأ أيضاً.. القوات المسلحة تطلق أولى فعاليات الترويج لمعرض الدفاع الدولي “إيديكس 2025”

نسخ الرابط تم نسخ الرابط