نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طغيان السياسي على العائلي في بعلبك ومعارضة للثنائي - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 05:38 صباحاً
رغم ان الأيام الماضية اوحت أن المعركة الانتخابية في مدينة بعلبك بلدية- عائلية، أثبتت الصناديق ان السياسة طغت أكثر مما كان متوقعا، من دون ان ينفي ذلك تأثير الثوابت العائلية والإنمائية.
واقع المعركة الانتخابية في مدينة بعلبك، التي تحوّلت من استحقاق بلدي محلي إلى ساحة مواجهة سياسية حادة، حصل بين مشروعين مختلفين: الأول يمثله "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) تحت عنوان "تنمية ووفاء"، والثاني مدني معارض تحت عنوان "بعلبك مدينتي".
وكشفت صناديق الاقتراع أن السياسة هي العامل الأبرز في توجهات الناخبين، حتى أن طغيانها فاق التوقعات، اذ أن التنافس لم يكن فقط بين مشاريع إنمائية، بل بين توجّهين سياسيين أحدهما ارادها عائلية إنمائية والآخر معارض حولها سياسية بامتياز، ما أضفى على المعركة بعدًا استقطابيًا.
الحضور الطائفي والتفاوت في الإقبال تُظهرهما الأرقام بتفاوت واضح في نسب المشاركة، حيث بدا الإقبال ضعيفًا جدًا في أقلام السنّة (17% حتى منتصف النهار ليرتفع الى 33 قرابة الساعة الثالثة والنصف) بعد حشد واسع من الاقطاب السنية المعارضة، مقابل حماسة شيعية ملحوظة (40%). وهذا يعكس تفاوتًا في الحماسة والتعبئة، ويرجح أن يكون مرتبطًا بالجهوزية التنظيمية واختلاف المزاج السياسي والبيئية الشيعية.
وبلغت نسبة التصويت حتى قبيل اقفال الصناديق في مدينة بعلبك 37.6% وفي مدينة الهرمل نسبة 31.
وعلى الرغم من الاستقطاب السياسي، لم تغب الاعتبارات العائلية والمحلية عن المشهد. فالناخب البعلبكي لا يزال يولي أهمية للعلاقات الشخصية والانتماء العائلي، مما دفع البعض إلى ممارسة التشطيب على اللوائح لأسباب غير سياسية، حيث العديد من الناخبين اكدوا القول "انهم لا يستطيعون تخطي العلاقات الشخصية مع مرشحين، حتى لو كانوا على لائحة منافسة"، بينما اعتبر آخرون أن المعركة مختلفة، وتأخذ منحى كسر عظم سياسي بين الفريقين، بحيث استحضرت خلالها كل عناصر المعركة من تحدي وحضور لوجستي للمرشحين وللماكينات.
نزل كل فريق الى أرض المعركة، متسلحاً بأعداد كبيرة من ماكينته الانتخابية الذين تولوا توزيع اللوائح و"بونات" البنزين ونقل المقترعين، خصوصا المجنسين، من القرى المحيطة والعاصمة. وتجمعت "الفانات" امام مراكز الاقتراع، وتمركزت في الساحات لمساعدة الناخبين، خصوصا المسنين، على التنقل. في أحد مراكز الاقتراع، فاق عدد ماكينة الحزب العدد المسموح به قانوناً، مما دفع قوى الامن الداخلي الى الطلب منهم المغادرة.
الى مراكز الاقتراع، جاء المجنّسون "الفاعلون" في انتخابات بعلبك، البلدية أو النيابية. الامور سارت بانتظام، رغم ان متقدمين في العمر واشخاصا من ذوي الحاجات الخاصة عجزوا عن الصعود الى الطبقتين الثانية والثالثة في مركزي النبي انعام وغفرة والريش شرقي وغربي، القلعة للادلاء باصواتهم، مما اوجب حملهم او تأمين مساعدة خاصة لهم.
وشهد عدد من مراكز الاقتراع في قضاء بعلبك سلسلة من الإشكالات والخلافات بين مندوبي اللوائح والمرشحين، تطوّر بعضها إلى تضارب بالأيدي وتدخلت القوى الأمنية لضبط الأوضاع. وتوزعت هذه الإشكالات على عدد من البلدات، أبرزها بعلبك، بدنايل، الفاكهة، حربتا، وعرسال، ما أدى إلى تعليق الاقتراع في بعض الأقلام مؤقتاً. وتابعت الأجهزة المعنية معالجة هذه الحوادث، وسط دعوات للتهدئة واحترام سير العملية الانتخابية.
0 تعليق