نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واجهات الدماغ الحاسوبية.. عصر جديد للتكنولوجيا العصبية والسيطرة على العقل البشري - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 03:53 صباحاً
في العام المقبل، من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يستخدمون واجهات الدماغ الحاسوبية (BCIs)، مُبشِّرًا بعصر جديد من التكنولوجيا العصبية قادر على إحداث ثورة في الطب والحياة اليومية.
وفقًا لتقرير نشره موقع وول ستريت جورنال، تُمكّن واجهات الدماغ الحاسوبية الأشخاص المصابين بالشلل من التحكم في أجهزة الكمبيوتر والأطراف الاصطناعية بأفكارهم، مما يُوسّع آفاق التفاعل بين الإنسان والآلة. ومع تسابق الشركات الناشئة والقائمة على تطوير هذه الأجهزة، أصبحت المخاطر أكبر من أي وقت مضى فيما يتعلق بمستقبل التكنولوجيا العصبية.
حتى الآن، لم يتجاوز عدد الأشخاص الذين استخدموا واجهات الدماغ الحاسوبية بشكل دائم 100 شخص، ولكن مع موافقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجديدة والتجارب السريرية الجارية، سيزداد هذا العدد بسرعة في العام المقبل.
انضمت شركة آبل مؤخرًا إلى هذا المجال، مُعلنةً عن خطط لدمج تقنية واجهات الدماغ الحاسوبية مع منتجاتها، مما يسمح للمستخدمين بالتحكم في أجهزة آيفون والأجهزة الأخرى بعقولهم. من المتوقع أن يصل حجم سوق غرسات الدماغ إلى مليار دولار بحلول عام 2041، حيث تتنافس شركات مثل سينكرون، وبريسيشن نيوروساينس، وبارادروميكس، ونيورالينك التابعة لإيلون ماسك على الهيمنة.
سباق الهيمنة على غرسات الدماغ
لكل من الشركات الأربع الرائدة في مجال واجهات الدماغ الحاسوبية نهجها الفريد في تطوير هذه التقنية. طورت سينكرون، وهي أول شركة تتعاون مع آبل، غرسة أقل تدخلاً تُزرع داخل وعاء دموي في الدماغ، مما يسمح بتركيب أسهل وأسرع.
رغم أن تقنيتها أقل دقة من غيرها، فقد تمت الموافقة عليها للاستخدام البشري، ومن المتوقع أن تدخل التجارب السريرية النهائية بنهاية عام 2025.
من ناحية أخرى، تعمل شركة بريسيشن نيوروساينس على تطوير مصفوفة مسطحة من الأقطاب الكهربائية تُوضع فوق الدماغ، مما يوفر إمكانية تحكم أكثر دقة ووظائف لاسلكية. وبينما لا تزال هذه التقنية في مراحلها الأولى من الاختبارات البشرية، تخطط الشركة لتوسيع نطاق تجاربها في العام المقبل.
تهدف غرسة بارادروميكس، التي تتضمن مئات الأقطاب الكهربائية الدقيقة المزروعة في الدماغ، إلى توفير اتصالات أسرع وأكثر كفاءة، ولكنها لم تُختبر بعد على البشر.
لا تزال شركة نيورالينك، التي أسسها إيلون ماسك، من أكثر الشركات طموحًا في هذا المجال. وقد قامت الشركة بالفعل بزرع أجهزة في مرضى بشريين، بمن فيهم شخص أثبت قدرته على لعب ألعاب الفيديو وتصميم البرامج بمجرد التفكير.
يُعد جهاز نيورالينك باضعًا، إذ يتطلب حفر ثقب في الجمجمة، ولكنه يوفر إمكانيات متقدمة، بما في ذلك القدرة على التحكم في مؤشر حاسوب أو طرف روبوتي.
تحديات تقنية واجهات الدماغ الحاسوبية
على الرغم من الإمكانات الهائلة لواجهات الدماغ والحاسوب، إلا أن هذه التقنية تواجه تحديات كبيرة، تقنية وأخلاقية.
تتمثل إحدى العقبات الرئيسية في مدى غزو الغرسات. فمع تطور الغرسات وقدرتها على تقديم أداء أفضل، فإنها تتطلب أيضًا اختراقًا أعمق لأنسجة الدماغ. وهذا يزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل العدوى والتندب وتلف الدماغ طويل الأمد.
يُحذّر خبراء، مثل الدكتور إيان كاجيجاس، جراح الأعصاب في جامعة بنسلفانيا، من اعتبار واجهات الدماغ والدماغ منتجًا استهلاكيًا في هذه المرحلة.
فبينما أظهرت هذه التقنية نتائج واعدة في مساعدة الأفراد ذوي الإعاقات الشديدة، إلا أن المخاطر المرتبطة بجراحة الدماغ تجعل من غير المنطقي النظر في استخدامها للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى رعاية طبية، خاصةً وأن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى.
علاوة على ذلك، يجب على الشركات التي تتسابق لتطوير واجهات الدماغ والدماغ التغلب على تساؤلات حول السلامة والموثوقية والتكلفة. ستحدد تجارب وموافقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) المتوقعة خلال العام المقبل مدى إمكانية استخدام هذه الأجهزة بأمان وفعالية لدى مجموعة واسعة من المرضى.
كما تُثار مخاوف بشأن جدوى هذه الأجهزة على المدى الطويل – ما مدى سهولة ترقيتها أو استبدالها، وكيف سيستجيب الدماغ لزراعة الأقطاب الكهربائية؟
- واجهات الدماغ الحاسوبية
مستقبل مليء بالإمكانيات والمخاطر
على الرغم من هذه التحديات، فإن التطبيقات المحتملة لواجهات الدماغ والدماغ مذهلة. إلى جانب مساعدة المصابين بالشلل والبتر على استعادة السيطرة على أجسادهم، قد تتيح لنا واجهات الدماغ والحاسوب يومًا ما التواصل مباشرةً مع الآلات، والتحكم في المركبات بعقولنا، أو حتى تعزيز القدرات الإدراكية.
يستكشف الخبراء إمكانية استخدام واجهات الدماغ والحاسوب لتكييف الأدوية مع كيمياء دماغ الفرد، أو لتوليد الكلام مباشرةً من الأفكار.
ولكن مع تقدم هذه التقنيات، يبقى السؤال: كيف سيتم دمج هذه الأجهزة في المجتمع؟ هل ستُعتبر أدوات طبية ثورية، أم ستصبح أدوات استهلاكية متاحة لكل من يتطلع إلى تعزيز قدراته التكنولوجية؟ يشير العدد المتزايد من الشركات في هذا المجال إلى أن واجهات الدماغ الحاسوبية قد تصبح يومًا ما شائعة مثل زراعة القوقعة، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت ستصبح حلاً طبيًا شائعًا.
اقرأ أيضًا: ترامب يتهم جيمس كومي بالدعوة لاغتياله.. رسالة مشفرة وحرب كلامية
صناعة تكنولوجيا الأعصاب
مستقبل واجهات الدماغ والحاسوب ليس مجرد مسألة علمية وطبية، بل هو مسألة تجارية أيضًا. فبينما تتسابق الشركات الناشئة لطرح منتجاتها في السوق، عليها أن تثبت قدرتها على التوسع، والتغلب على التحديات التقنية، وتأمين التمويل اللازم لإيصال تقنياتها إلى ملايين الناس.
يتوقع العديد من الخبراء أن تستحوذ شركات الأجهزة الطبية الكبرى على هذه الشركات في نهاية المطاف، بينما يرى آخرون أن واحدة أو أكثر ستبرز كشركة رائدة في هذا المجال، مما سيغير طريقة تفاعلنا مع العالم إلى الأبد.
آفاق جديدة في الطب والتكنولوجيا
سيكون العام المقبل محوريًا لصناعة واجهات الدماغ والحاسوب، مع تجارب وموافقات قد تُحدد نجاح أو فشل الشركات المتنافسة على الهيمنة في هذا المجال سريع التطور.
سواء استُخدمت واجهات الدماغ الحاسوبية لأغراض طبية أو كأداة استهلاكية، فإنها تُمثل آفاقًا جديدة في التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، والتي قد تُغير حياة الناس بطرق بدأنا نفهمها للتو. ومع تقدم التكنولوجيا، سيراقب العالم ليرى ما إذا كانت هذه الأجهزة الصغيرة قادرة على الوفاء بوعودها الهائلة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : واجهات الدماغ الحاسوبية.. عصر جديد للتكنولوجيا العصبية والسيطرة على العقل البشري - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 03:53 صباحاً
0 تعليق