أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، بدء المرحلة الأولى من هجوم عسكري واسع على قطاع غزة، في إطار عملية أطلق عليها اسم “مركبات جدعون”، تشمل ضربات مكثفة وحشدًا ميدانيًا واسعًا للسيطرة على مناطق وصفها بالاستراتيجية داخل القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إن “الضربات جاءت ضمن توسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق جميع أهداف الحرب، وعلى رأسها تحرير الرهائن وهزيمة حركة حماس”.

غارات مكثفة وسقوط عشرات القتلى في غزة

وفي غضون 24 ساعة فقط، قُتل أكثر من 130 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة من القطاع، بينهم أطفال ونساء، وفق ما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، فيما لا تزال عشرات الجثث تحت الأنقاض في مناطق شمال غزة.

واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل مكثف عدة مناطق، أبرزها تل الزعتر شمال القطاع، حيث أسفر قصف منزل عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. كما سقط خمسة آخرون في قصف بطائرة مسيّرة شرق خانيونس، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.

وقال متحدث باسم الدفاع المدني: “هناك عشرات العائلات تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا يمكن الوصول إليهم بسبب كثافة القصف الذي يستهدف كل من يتحرك في شمال غزة”.

استعدادات لتوسيع الهجوم في غزة

أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات بدأت بـ”ضربات واسعة النطاق وحشد القوات في مناطق مسيطَر عليها داخل قطاع غزة”، مضيفًا أن العملية تأتي ضمن مراحل بداية الحملة العسكرية “مركبات جدعون”.

وأضاف أدرعي أن “قوات جيش الدفاع في القيادة الجنوبية ستواصل العمل لحماية مواطني إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب”.

ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين أن العملية تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع وفرض إدارة عسكرية مباشرة عليه، بالتوازي مع الضغط على السكان المدنيين للتوجه نحو الجنوب.

وتأتي هذه التطورات وسط تقارير تفيد بأن توسيع العمليات العسكرية بشكل أكبر سيكون مطروحًا للنقاش في اجتماع المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي المقرر يوم الأحد.

تحركات دبلوماسية ومفاوضات متعثرة في الدوحة

دبلوماسيًا، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيبقى في الدوحة حتى مساء السبت على الأقل، على أمل تحقيق تقدم في المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس.

وقال المسؤول إن “رغم غياب التقدم الحقيقي حتى الآن، إلا أن فرص التوصل إلى اختراق لم تصل إلى مستوى الصفر”، مشيرًا إلى توصية من فريق التفاوض بمواصلة الحوار في هذه المرحلة.

ترامب: غزة يجب أن تتحول إلى “منطقة حرة”

في تعليق لافت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” إن “الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل”، داعيًا إلى تحويل القطاع إلى “منطقة حرة”، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.

وكان ترامب قد أنهى مؤخرًا جولة في منطقة الخليج، وسط تكهنات إسرائيلية بأن التوسّع في العمليات العسكرية سيجري بعد انتهاء زيارته، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن غزة.

الأمم المتحدة: مستعدون لإدخال 160 ألف شحنة مساعدات

أكد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن المنظمة “تمتلك الخبرة الكافية لتقديم المساعدات بالحجم المطلوب للفلسطينيين داخل القطاع”، مشيرًا إلى أن الخطة الأممية المدعومة دوليًا “يمكن أن تنطلق على الفور”.

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك نحو 160 ألف شحنة مساعدات جاهزة للتحرك فور السماح بدخولها إلى القطاع.

من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في غزة بـ”غير المُحتمل”، مؤكدًا أنه سيناقش هذا الملف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمامًا كما فعل خلال محادثاته الأخيرة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب.

اقرأ أيضا

أوروبا وأمريكا تتحدثان عن المجاعة المتعمدة في غزة.. هل استيقظ ضمير العالم فجأة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط