يحتفل اليوم، السبت، الزعيم عادل إمام بعيد ميلاده، وهو الفنان الذي لم يحقق أحدًا ما وصل إليه، لما يتمتع به من أسلوب فريد وأداء تمثيلي مقنع، جعله مدرسة قائمة بذاتها في فن التمثيل بمصر والعالم العربي.

بدأ مشواره الفني من على خشبة المسرح، حيث قدم أداءً كوميديًا مميزًا، اعتمد فيه على اختيارات مدروسة سواء في الملابس -ارتداء الطربوش والبنطال القصير في "أنا وهو وهي- وتعابير الوجه وحركات اليدين، لإيصال رسائل ساخرة بطابع فكاهي خاص.

لم يعتمد عادل إمام على الكوميديا فقط، بل قدم أعمال اجتماعية وسياسية جادة، وكان فيلم المشبوه محطة فارقة في مسيرته الفنية، خاصة بعد فيلم إحنا بتوع الأتوبيس عام 1979، الذي يعد من أبرز الأفلام السياسية في تلك الفترة. أما المشبوه، الذي عُرض عام 1981، فقد فاجأ فيه عادل إمام جمهوره بأداء شخصية مختلفة عن طابعه الكوميدي المعتاد؛ إذ جّد دور شاب مسحوق تدفعه الظروف إلى السرقة، قبل أن يقرر التوبة.

ومع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، برز اتجاه جديد في السينما عُرف بـ”أفلام الشباب”، وكان للزعيم حضور قوي فيها، وبذكائه الفني استعان بعدد من الوجوه الشابة في أفلام مثل أمير الظلام، التجربة الدنماركية، عريس من جهة أمنية، زهايمر، بوبوس.

أما على صعيد الدراما التلفزيونية، فقد دخلها عادل إمام منتصرا ببطولة مسلسل دموع في عيون وقحة عام 1980،  ثم ابتعد عادل إمام عنها لأكثر من ثلاثين عامًا، قبل أن يعود بقوة عام 2012 من خلال مسلسل فرقة ناجي عطا الله، الذي حقق نجاحًا كبيرًا دفعه للاستمرار في هذا الاتجاه، فقدم بعده عدة مسلسلات، منها العراف، صاحب السعادة، أستاذ ورئيس قسم، مأمون وشركاه، عفاريت عدلي علام، عوالم خفية، وكان آخر أعماله الدرامية فلانتينو في موسم رمضان 2020.

يبقى لعادل إمام حضوره الطاغي وتاريخه الفني الطويل والمتنوع، ونجوميته المتفردة التي تتجلى في كل مشهد قدّمه، لتظل بصمته خالدة في ذاكرة الفن العربي.