كتب – محمود طلبة

عادت شوارع العاصمة الليبية طرابلس إلى الهدوء النسبي صباح السبت، بعد احتجاجات ليلية غاضبة ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة وسط أجواء سياسية محتقنة ومخاوف من انزلاق أمني جديد يعيد الفوضى إلى البلاد.

جدل حول استقالات وزارية

وأفادت تقارير محلية بتقديم عدد من الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية استقالاتهم في أعقاب اشتباكات مسلحة شهدتها العاصمة خلال الأيام الماضية، إلا أن الحكومة سارعت إلى نفي هذه الأنباء مؤكدة أن جميع الوزراء مستمرون في أداء مهامهم، وأن ما يُتداول عبر مواقع التواصل لا يستند إلى وقائع دقيقة.

سحب الشرعية وفتح تحقيقات

أعلن المجلس الأعلى للدولة في بيان رسمي أن حكومة الدبيبة فقدت شرعيتها على المستويات السياسية والقانونية والشعبية، مطالبا مجلس النواب بالتنسيق العاجل لتكليف شخصية وطنية بتشكيل حكومة مؤقتة خلال 48 ساعة.

وأعلن البرلمان الليبي إحالة رئيس الحكومة إلى النائب العام، ومنعه من السفر، على خلفية الأحداث الدامية الأخيرة في طرابلس، التي أسفرت عن سقوط ضحايا وخسائر مادية كبيرة نتيجة المواجهات مع المتظاهرين.

احتجاجات وتنديد بالقمع

وتصاعدت الاحتجاجات الجمعة الماضية في طرابلس وعدة مدن ليبية أخرى حيث اقترب المتظاهرون من مقر الحكومة مطالبين برحيل الدبيبة، ورفعوا لافتات تحمل صورا مشطوبة لرئيس الحكومة وعدد من مسؤولي الأمن، متهمين إياهم باستخدام العنف المفرط ضد التجمعات السلمية.

وقالت مصادر أمنية إن أحد عناصر الشرطة قتل أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام المبنى الحكومي، وسط ترديد شعارات مناهضة لاستمرار الحكومة الحالية.

ويتهم المحتجون عبد الحميد الدبيبة بالفشل في كبح جماح الميليشيات المسلحة، والتقاعس في استعادة الاستقرار بعد أن تعثرت الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 2021 ضمن خطة انتقالية دعمتها الأمم المتحدة.