ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 14 مايو 2025 12:35 صباحاً - ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات راسخة مع الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على أساس التعاون الاستراتيجي والالتزام المشترك بتعزيز السلام والأمن في منطقة الخليج والعالم، ومكافحة التطرف ومواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة، إذ تحظى هذه العلاقات بدعم متواصل من قيادة البلدين.

وهناك حرص على دفعها بشكل مستمر إلى الأمام، نظراً لما تحمله من آفاق واعدة، بما يحقق الخير لشعبي البلدين الصديقين، حيث تستند العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية إلى إرادة سياسية قوية لقيادتي الدولتين نحو تطويرها إلى آفاق أرحب. كما تجمع البلدين رؤية مشتركة لبناء مستقبل واعد والمساهمة في تحقيق الازدهار العالمي.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في عام 1971، وتم تدشين سفارة الدولة في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.

توثيق العلاقات

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة القوى الكبرى والإقليمية المؤثرة التي تحرص الإمارات على توثيق علاقاتها بها، عبر بناء شراكة استراتيجية شاملة، نظراً لمكانتها البارزة كقوة دولية مؤثرة في النظام العالمي، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.

كما أن الولايات المتحدة تمتلك خبرات متقدمة في مجالات التكنولوجيا والطاقة النووية والفضاء، وهي مجالات تستفيد منها دولة الإمارات في إطار مساعيها المستمرة نحو بناء اقتصاد معرفي متطور وتحقيق طموحاتها المستقبلية.

وشهدت العلاقات تطوراً كبيراً عبر السنين مع النمو الكبير في مجال التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي والشراكات الثقافية بين الطرفين، وتستمر بالنمو والازدهار بما يخدم تطلعات دولة الإمارات والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.

حيث تتميز العلاقات بينهما بشراكة دبلوماسية، واقتصادية، وعسكرية قوية، فمنذ تأسيس دولة الإمارات، قامت الدولتان ببناء علاقة متينة، لا سيما في مجالات الأمن، والتجارة، والاستقرار الإقليمي والتعاون في السلام العالمي. وفي مجال العلاقات السياسية بين الإمارات والولايات المتحدة هناك تنسيق كبير في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، أبرزها مكافحة الإرهاب والتطرف.

حيث تشترك الدولتان في جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، والعمل معاً على دعم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تعاون البلدين في العديد من الملفات المهمة بغية حل النزاعات وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وهناك تواصل دائم بين مسؤولي البلدين، ويتبادل الجانبان الزيارات الرسمية على أعلى المستويات، وشكلت الزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر الماضي نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.

ومنعطفاً في مسيرة طويلة من التعاون والعمل المشترك، في إطار تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، بما يخدم الأمن الإقليمي والعالمي، ويعزز الاستقرار ويحقق الازدهار في المنطقة والعالم.

وأسهمت هذه الزيارة في دفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين إلى مزيد من النمو والتقدم، في ظل الإرادة المشتركة بين البلدين لتعميم مختلف أوجه التنمية المستدامة، ورفع وتيرة التعاون في مجالات حيوية عديدة، أبرزها التكنولوجيا، والعلوم والابتكار، ونشر الطاقة النظيفة، والأمن الغذائي ومواجهة أزمة المناخ.

آفاق جديدة

كما فتحت الزيارات المتبادلة آفاقاً جديدة وواعدة للتجارة والأعمال، حيث تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023.

وذلك من خلال تحفيز مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار المتبادل، والفضاء والذكاء الاصطناعي، وتستثمر الشركات الإماراتية بشكل كبير في الولايات المتحدة، خاصة في قطاعات العقارات، والتكنولوجيا، والطاقة، بينما تنشط الشركات الأمريكية في الإمارات في مجالات الدفاع، والطيران، والخدمات المالية.

وفي المجال الاقتصادي نجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة. ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ يبلغ حجم التجارة الثنائية بينهما «غير النفطية» نحو 40 مليار دولار.

كما ارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار «126.46 مليار درهم»، خلال عام 2024، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأمريكية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار «115.51 مليار درهم» في 2023.

نمو متسارع

وتضطلع الإمارات بدور الشريك المحوري للولايات المتحدة على المستويين الإقليمي والدولي، إذ تشهد العلاقات بين البلدين الصديقين نمواً متسارعاً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وتجلى هذا التقدم من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين.

وفي هذا السياق، جاءت زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، العام الماضي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن سياسة الانفتاح وبناء الجسور، والسعي إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين.

واكتسبت أهمية خاصة كونها حملت العديد من الملفات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى استشراف المستقبل في ميادين الفضاء، والتغير المناخي، وتنسيق الجهود في المبادرات البيئية، وتعزيز التعاون في مجالات المساعدات الإنسانية والتنموية، كما تولي الإمارات أهمية للاستثمار في شبكات الطاقة وتطوير البنية التحتية الرقمية والاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاء إدارة الطاقة.

تعاون علمي

ويشهد التعاون الثقافي والتعليمي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية نمواً متواصلاً، حيث تواصل الجامعات الأمريكية جذب أعداد متزايدة من الطلاب الإماراتيين.

وفي المقابل، تحتضن الإمارات عدداً من المؤسسات التعليمية الأمريكية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي. كما تنفذ برامج للتبادل الثقافي والتعليمي تسعى إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، إلى جانب شراكات في مجالات البحث العلمي، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

وعزز إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين البلدين وما نتج عن ذلك من تعاون علمي عالمي مستمر ومساهمة في دراسة الغلاف الجوي للمريخ.

وهذه الشراكة الاستراتيجية في بعثات الفضاء تتجلى في إعلان وكالة الإمارات للفضاء عن بعثة الإمارات إلى حزام الكويكبات، وهي أول بعثة متعددة الكويكبات ومهمة هبوط إلى الحزام الرئيسي، مع الشريك، مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر الأمريكية.

زيارة محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة حققت نقلة نوعية في العلاقات

تعاون دبلوماسي وتنسيق كبير في العديد من القضايا الإقليمية والدولية

الزيارات المتبادلة فتحت آفاقاً جديدة وواعدة للتجارة والأعمال

31 مليار دولار التبادل التجاري بين البلدين في 2023

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم