كتب .. مصطفى محمود

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية وإيرانية، الثلاثاء، إن إيران ستجري محادثات مع الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، في مدينة إسطنبول التركية، يوم الجمعة المقبل، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق المتعثر.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أوروبيين ومصدر دبلوماسي إيراني، أن اللقاء يأتي ضمن جهود الجانبين لتحديد مواقفهما قبل الجولة الخامسة المرتقبة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، المتوقع عقدها خلال الأيام المقبلة.

وجاء الإعلان عن هذه المحادثات بعد ساعات من تحذير وجهه نائب وزير الخارجية الإيراني السابق عباس عراقجي لكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من مغبة تفعيل "آلية سناب باك" الأممية، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "تصعيد لا رجعة فيه".

وكتب عراقجي في مقال نشرته مجلة لو بوان الفرنسية: "لقد أوضحت إيران موقفها بجلاء. وحذّرنا رسمياً من أن إساءة استخدام هذه الآلية ستكون لها عواقب جسيمة، لا تتوقف عند إنهاء الدور الأوروبي في الاتفاق، بل تصل إلى دفع التوتر إلى مستويات خطيرة".

وتنص آلية سناب باك، المدرجة في قرار مجلس الأمن رقم 2231، على السماح لأي من الدول الأطراف في الاتفاق بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران إذا ما اعتُبر أن إيران انتهكت التزاماتها، وذلك قبل موعد 18 أكتوبر المقبل.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحبت من الاتفاق النووي في 2018 وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران، ما أدى إلى تدهور الاقتصاد الإيراني وتوقف العديد من الالتزامات المتبادلة في الاتفاق.

وتسعى دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى التنسيق مع واشنطن للضغط على طهران، عبر التلويح باستخدام هذه الآلية ما لم يتم التوصل إلى "اتفاق جوهري" بحلول أغسطس، وفقاً لما أكدته مصادر دبلوماسية ووثيقة اطلعت عليها رويترز.

وكان من المفترض عقد اجتماع ثلاثي في روما مطلع مايو، لكنه أُجل في اللحظات الأخيرة، فيما عُقد لقاء لاحق بين نائب وزير الخارجية الإيراني وممثلي الدول الأوروبية، وُصف بأنه "بداية واعدة لكنها لا تزال هشة"، بحسب عراقجي.