قدّمت الصناعات الجوية الإسرائيلية “IAI” نظام صواريخ لورا في معرض ديفيا للصناعات الدفاعية 2025 بأثينا، مسلطةً الضوء على دوره في عمليات توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى كجزء من جيل جديد من قدرات المدفعية الأرضية.

صواريخ لورا الإسرائيلية.. باليستية بعيدة المدى

صُمم نظام لورا (المدفعية بعيدة المدى) كصاروخ باليستي ميداني، وهو يوفر للدول خيار ردع مرن، ويندمج بسلاسة مع المفاهيم الاستراتيجية مثل “درع أخيل” اليوناني المخطط له. إن مزيجه من مدى خارج الغلاف الجوي، وسرعة الانتشار، ودقة التصويب، يجعله عنصرًا أساسيًا في بيئات الصراعات الحديثة شديدة الشدة.

ومع تزايد الاهتمام الدولي، بما في ذلك من البحرية الهندية، تُجسّد أهمية نظام لورا، كمنصة متنقلة وبحرية، تطور عقائد الدفاع الإقليمي التي تُركّز على قدرة توجيه ضربات عميقة سريعة الاستجابة.

أقصى مدى 430 كم واحتمالية خطأ 10 أمتار فقط

لورا “LORA” هو نظام صواريخ باليستية أرض-أرض مصمم لمهام المدفعية بعيدة المدى، ويُنشر من شاحنات إطلاق متحركة رباعية الدفع أو منصات بحرية. يبلغ أقصى مدى له 430 كيلومترًا، وأدنى مسافة اشتباك له 90 كيلومترًا، وهو مُحسّن لضربات عالية الدقة باستخدام نظام توجيه GNSS/INS، ويتميز باحتمالية خطأ دائري (CEP) تبلغ 10 أمتار.

ويسمح تصميمه المدمج بحمل وإطلاق أربعة صواريخ محكمة الغلق من مركبة مسطحة وزنها 16 طنًا، مع إعادة تحميل في أقل من ساعة، وتحضير للإطلاق في أقل من 10 دقائق، ويدمج النظام تكتيكات الإطلاق السريع، ويوفر تغطية اشتباك كاملة بزاوية 360 درجة.

الاستغناء عن صيانة الصواريخ وأنظمة دفع كهربائية بالكامل

ويُغني تصميم النظام عن صيانة الصواريخ، ويتميز بأنظمة دفع كهربائية بالكامل، مما يُعزز القدرة على البقاء في ساحة المعركة ويُقلل من المتطلبات اللوجستية.

ووُضع مفهوم LORA استجابةً للطلب المتزايد على أنظمة باليستية سريعة، قابلة للنشر، وقادرة على الصمود، وقادرة على تجاوز الدفاعات الجوية للعدو. ويُميّزه مساره خارج الغلاف الجوي ومناوراته في المرحلة النهائية عن الأنظمة الباليستية قصيرة المدى التقليدية.

صواريخ لورا الإسرائيلية.. اليونان تبدي اهتمامها

وقد أبدت دول مثل اليونان اهتمامًا متزايدًا بالنظام، لا سيما في إطار توجه أوسع نحو إطلاق نيران بعيدة المدى محلية أو تابعة للحلفاء لردع الخصوم الإقليميين.

طُوِّر نظام LORA في البداية من قِبل قسم MLM التابع لـ IAI لتوفير خيار هجوم بعيد المدى سريع الاستجابة، مستقل عن القوة الجوية التقليدية.

كما أبرمت الهند مذكرة تفاهم مع IAI من خلال مذكرة تفاهم مع شركة Bharat Electronics Limited (BEL) للاستحواذ المُحتمل، مما يُشير إلى اهتمام أوسع من منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهذه المنصة.

ويختلف نظام LORA عن الأنظمة المماثلة، مثل نظام إسكندر الروسي أو براهار الهندي، من حيث نطاق انتشاره المزدوج (برّي وبحريّ)، وانخفاض حجمه اللوجستي، وتكوينه الاختياري للإطلاق الجوي (Air-LORA).

يُمثل نظام LORA نظامًا صاروخيًا باليستيًا حديثًا ومرنًا وعالي الدقة، مُصممًا خصيصًا لديناميكيات ساحة المعركة المتغيرة وأولويات المشتريات الدفاعية في عصرنا الحالي.

ويُؤكد دمجه الناجح في البنى التحتية البرية والبحرية قيمته كقوة ردع إقليمية، وهو أمرٌ تزداد أهميته في ظل الاهتمام المتزايد بقدرات الضربات السيادية بعيدة المدى في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً.. المقاتلة رافال الفرنسية.. درة التاج في سلاح الجو المصري- لماذا اشترتها مصر؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط