في ظل استمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تشهد ولاية غرب كردفان في السودان، وتحديدًا مدينة النهود، تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين ونزوح عشرات الآلاف، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية.

مجزرة في النهود: مقتل مئات المدنيين

أعلنت وزارة خارجية السودان عن مقتل نحو 300 شخص في مدينة النهود خلال الأيام الماضية، نتيجة لهجمات شنتها قوات الدعم السريع.
وأكدت خارجية السودان أن هذه الهجمات تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.

من جانبه، أفاد حزب الأمة القومي بمقتل 26 شخصًا في مدينة النهود جراء هجمات مماثلة، مشيرًا إلى أن المدينة تُعد مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا محوريًا في الولاية، وأن تدهور الأوضاع فيها يهدد حياة أكثر من 1.8 مليون مواطن.

حظر تجوال واشتباكات داخلية

في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني في السودان، فرضت لجنة أمن محلية النهود حظرًا للتجوال من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، مع إغلاق جميع الأسواق والمحال التجارية. 
جاء هذا القرار عقب اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومجموعة من المستنفرين المساندين للجيش، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، بينهم ضابط شرطة.

وأوضح قائد قوات الاحتياط، حمد الصافي حمد، أن الأزمة بدأت عندما حاول المستنفرون الاستيلاء على سيارة تتبع لشرطة الجمارك، مما أدى إلى تصاعد التوترات واندلاع الاشتباكات.

نزوح جماعي وتدهور إنساني

أدت الاشتباكات المستمرة إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان النهود والمناطق المجاورة، حيث لجأوا إلى قرى ومدن قريبة مثل الأضية، التي استقبلت مئات الأسر الهاربة. 
ويعاني النازحون من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، في ظل غياب المنظمات الدولية عن تقديم الدعم اللازم.

وأشارت وسائل الإعلام  نقلا عن شهود عيان إلى أن المتطوعين المحليين يبذلون جهودًا كبيرة لتوفير الخيام والمساعدات الأساسية للنازحين، في محاولة للتخفيف من معاناتهم.

دعوات دولية لوقف العنف في السودان

دعت وزارة خارجية السودان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه ما وصفته بـ"الجرائم" التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، مؤكدة أن هذه الهجمات تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
كما ناشد حزب الأمة القومي جميع الأطراف بضرورة التحلي بالمسؤولية والعمل على إنهاء هذه المعاناة المستمرة بحق المواطنين، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في وقف الحرب وتحقيق السلام الشامل.
تُعد الأحداث الجارية في مدينة النهود مؤشرًا خطيرًا على تدهور الأوضاع في السودان، حيث يُواجه المدنيون خطر الموت والنزوح في ظل غياب الحلول السياسية الفعالة. ويُحذر المراقبون من أن استمرار هذا النزاع سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين.