دعوة للمصالحة.. مخاوف الطائفية تُخيم على المجتمع المسيحي في سوريا - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دعوة للمصالحة.. مخاوف الطائفية تُخيم على المجتمع المسيحي في سوريا - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 10:12 مساءً

في بلدة معلولا السورية، لا تزال آثار الحرب الأهلية عميقة، لا سيما على المجتمع المسيحي في سوريا والمسلمين الذين تعايشوا بسلام في الماضي.

رغم جهود المصالحة، لا تزال البلدة في حالة تأهب، إذ تُهدد التوترات الطائفية، التي تفاقمت بفعل سنوات من العنف، بالاشتعال من جديد.

إعلان

يدعو الأب فادي باركيل، وهو كاهن كاثوليكي، وفقا لتقرير نشرته صنداي تايمز، إلى الوحدة والتسامح، ولكن مع استمرار أعمال العنف الأخيرة التي تورط فيها الدروز وذكريات صراعات الماضي، يلوح شبح تجدد العنف في الأفق على المجتمع المسيحي.

إرث من الانقسامات وسفك الدماء

لطالما كانت معلولا، البلدة التاريخية التي لا تزال تُتحدث فيها اللغة الآرامية، وتعود التقاليد المسيحية فيها إلى أكثر من 1700 عام، رمزًا للتعايش بين الأديان. إلا أن اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 قضى على هذا التناغم.

انحازت الأقلية المسلمة في البلدة إلى حد كبير إلى الثوار المناهضين للأسد، بينما ساندت الأغلبية المسيحية النظام، معتبرةً إياه حاميًا لها. مهّد هذا الانقسام الطريق لصراع عنيف مزّق عائلات وقرى ومجتمعات بأكملها.

أدى وصول الحرب إلى معلولا عام 2013، وما تلاها من تفجير انتحاري ومعارك، إلى نزوح المجتمع المسيحي. سيطرت جبهة النصرة الجهادية (التابعة لتنظيم القاعدة) على البلدة، بينما اختُطفت 12 راهبة مسيحية. عندما استعاد نظام الأسد معلولا، ردّ بتدمير مسجديها وإجبار السكان المسلمين على النزوح.

لا تزال ندوب هذه الأحداث حاضرة في ذاكرة من عاشوها. يُقرّ الأب باركيل بالألم، لكنه يُشدّد أيضًا على أهمية المضي قدمًا.

يقول: “لا أريد أن يستمر المجتمع في تذكر ما حدث هنا في الحرب. نحن بحاجة إلى بناء الجسور والمضي قدمًا، لكن ندوب ماضينا القريب عميقة”. عودة العنف الطائفي

أثار مقتل رجل مسلم مؤخرًا على يد مسيحي في معلولا مخاوف من اندلاع عنف طائفي، وسرعان ما خرجت هذه الحادثة، التي تضمنت قيام مسيحي بإطلاق النار على مسلم زُعم أنه كان يسرق منزله، عن السيطرة، حيث عمّقت وسائل التواصل الاجتماعي الانقسام ودعوت إلى الانتقام. وهاجمت ميليشيات إسلامية مسلحة البلدة، وفُرض حظر تجول على المسيحيين مع تصاعد التوترات.

ردًا على ذلك، اتخذ الأب باركيل خطوات استباقية لتهدئة الوضع، حيث عقد اجتماعات مغلقة مع قادة مسلمين محليين ومسؤولين من جماعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية، التي برزت كقوة مهيمنة في معلولا بعد سقوط الأسد.

نجح الكاهن في التفاوض على مرور المسلح المسيحي بأمان إلى دمشق، حيث ينتظر حاليًا محاكمته. وقد ساهمت هذه الخطوة في تهدئة التوترات المباشرة، إلا أن القضية القانونية التي لم تُحل لا تزال تلقي بظلالها على السلام الهش في البلدة.

أقرا أيضا.. مزيج لعالم مُضلل.. لماذا تُرحب الصين وروسيا بهجمات ترامب على الإعلام؟

سلام هش في مجتمع منقسم

على الرغم من التقدم المحرز، إلا أن عودة النازحين المسلمين إلى معلولا، عقب انهيار نظام الأسد، كانت محفوفة بالتوتر.

يخشى المجتمع المسيحي في سوريا، الذي لا يزال يعاني من سنوات من العنف، من الانتقام. وقد حاول الشيخ غسان أبو قمر، أحد القيادات الإسلامية، طمأنة المسيحيين قائلاً: “كان بإمكاننا الرد على المسيحيين بعد سقوط النظام، فورًا ودون عواقب، لو أردنا ذلك”. إلا أن العديد من المسيحيين لا يزالون يشعرون بخوف عميق مما يخبئه لهم المستقبل.

يُجسّد الوضع في معلولا الانقسامات الطائفية الأوسع نطاقًا التي لا تزال قائمة في سوريا، وخاصة بين الأقليات. وقد فاقمت أعمال العنف المستمرة بين القوات الموالية للحكومة والدروز في الجنوب، وعمليات القتل الوحشية للعلويين على يد الميليشيات الإسلامية، هذه المخاوف.

أعرب الأب باركيل عن قلقه من أن تصل دائرة العنف الطائفي قريبًا إلى عتبة معلولا. وقال: “نخشى أن يلحق العنف بالمسيحيين لاحقًا”.

إعادة بناء الثقة وسط الخوف

يرى الأب باركيل أن المصالحة أمرٌ أساسي، لكنها ليست مهمةً سهلة. فتاريخ المدينة المؤلم من الخيانة والفقد والعنف يجعل من الغفران تحديًا صعبًا.

رغم التعقيدات، ثمة بوادر أمل. وتُعتبر إعادة جرسي كنيسة مسروقين مؤخرًا إلى دير القديسين سرجيوس وباخوس، اللذين نهبهما مقاتلو جبهة النصرة عام 2013، بادرة حسن نية من الجالية المسلمة العائدة. إلا أن هذه المبادرات وحدها لا تكفي لشفاء الجروح العميقة.

يتوقف السلام الهش في معلولا على العدالة والحوار واستعداد كلا المجتمعين للتسامح وإعادة البناء. ومع اقتراب موعد محاكمة الرجل المسيحي المتورط في إطلاق النار، لا تزال التوترات عالية.

سيعتمد مستقبل المدينة على قدرة النظام القضائي على تحقيق العدالة دون إشعال المزيد من العنف، وعلى قدرة المجتمع على التوفيق بين أشباح الماضي والأمل في مستقبل سلمي.

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : دعوة للمصالحة.. مخاوف الطائفية تُخيم على المجتمع المسيحي في سوريا - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 10:12 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق