أخلى الجيش السوداني مواقعه في بلدة النهود بولاية غرب كردفان، وفق ما أفاد به مصدر عسكري وذلك عقب معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي أعلنت سيطرتها على البلدة ومقر قيادة اللواء 18 مشاة.

وأكد المصدر العسكري، في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن انسحاب الجيش "تكتيكي"، وأن القوات المسلحة تعتزم العودة إلى البلدة "بقوة أكبر" لاستعادتها، في إطار ما وصفه بإعادة الانتشار لمواجهة المتمردين في مناطق أخرى.

واتهم وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة، خالد الإعيسر، قوات الدعم السريع بارتكاب "جرائم مروعة" في النهود، مشيرًا إلى قتل وذبح مدنيين بطرق وصفها بـ"البشعة"، إضافة إلى نهب الممتلكات وتخريب المؤسسات الخدمية، وتعهد الإعيسر بمحاسبة المسؤولين عن تلك الأفعال، إلى جانب "معاقبة الدول التي تقدم لهم الدعم".

ووجهت كيانات مدنية سودانية، بينها "شبكة أطباء السودان"، اتهامات مماثلة لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى وقوع مجزرة في البلدة مساء الخميس أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم أطفال ونساء، مؤكدة توقف العمل في مستشفى النهود التعليمي بعد تعرضه للنهب، إلى جانب مخزن الأدوية الحكومي.

وأعلنت قوات الدعم السريع في وقت سابق إحكام قبضتها على النهود ومقر قيادة اللواء 18، في خطوة تعكس استمرار المعارك الميدانية العنيفة بين الطرفين.

وفي تطورات ميدانية متزامنة، استعاد الجيش السوداني السيطرة على بلدة "الصوفي" بمحلية أم رمتة في ولاية النيل الأبيض، بحسب ما أفاد به مصدر عسكري، لافتًا إلى تنفيذ عمليات تمشيط لبلدات مجاورة غرب الولاية، كما استهدفت القوات المسلحة السودانية، مواقع لقوات الدعم السريع في مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، شملت مخازن أسلحة ووقود، ضمن العمليات العسكرية المتواصلة في الإقليم المضطرب.

ويخوض الطرفان حربًا دامية منذ أبريل 2023، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 15 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات أممية، في حين تشير دراسات بحثية مستقلة إلى أن عدد القتلى قد تجاوز 130 ألف شخص.