بينما تواصل القوات الصومالية، بدعم أمريكي، توجيه ضربات متلاحقة لتنظيم داعش شمال شرقي البلاد، تتفاقم الأزمة السياسية داخل النظام الفيدرالي، ما يُنذر بإضعاف المسار الأمني الهش في بلد لطالما عانى من صراعات مزمنة.

وفي تصعيد جديد ضمن عمليات مكافحة الإرهاب، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية، أمس الأحد، أن القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) نفّذت غارة جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في المناطق الجبلية بولاية بونتلاند، شمال شرق البلاد.وأشارت الوزارة إلى أن العملية نُفذت بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية وأسفرت عن خسائر في صفوف المسلحين، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وتتزامن الغارة مع استمرار عملية "البرق" التي تقودها قوات بونتلاند لتفكيك شبكات التنظيم في إقليم بري، والتي نجحت مؤخراً في صدّ هجوم عنيف نفذه مقاتلو داعش على أحد المواقع العسكرية بمنطقة دسان.

المشهد السياسي على صفيح ساخن

رغم النجاحات الميدانية، يعيش المشهد السياسي الصومالي توتراً متصاعداً مع انطلاق أعمال المجلس الاستشاري الوطني اليوم في العاصمة مقديشو، وسط انقسام داخلي وغياب واضح لولايتي بونتلاند وجوبالاند، وهو ما يهدد بعرقلة جهود الإصلاح السياسي والدستوري.

ويكتسب الاجتماع أهمية بالغة كونه يناقش قضايا مفصلية، أبرزها إعادة النظر في النظام الفيدرالي، وملف الانتخابات. غير أن مشاركة ولاية "خاتمة" لأول مرة عبر رئيسها عبد القادر أحمد، تشكل تطوراً لافتاً، يعكس من جهة اتجاهاً نحو توسيع قاعدة المشاركة السياسية، ومن جهة أخرى، يسلط الضوء على تعقيدات العلاقة بين الحكومة المركزية والأقاليم المختلفة.

تحركات أممية ومحاولات للتقريب

في ظل هذا التوتر، يتحرك المبعوث الأممي إلى الصومال، جيمس سوان، بين الولايات المختلفة بهدف تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار بين المكونات السياسية، في وقت تتصاعد فيه دعوات دولية لضرورة توحيد الصفوف وتركيز الجهود على مواجهة الإرهاب بدل الانغماس في صراعات داخلية.

ورغم أن العمليات الأمنية الأخيرة حققت مكاسب ملحوظة ضد الجماعات المتطرفة، إلا أن المراقبين يحذّرون من أن استمرار الانقسام السياسي قد يُفشل الخطط الأمنية ويقوّض المكاسب المحققة، ما يعيد البلاد إلى دائرة الاضطراب.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك