في خطوة تُعبّر عن إحباطه من تأخيرات بوينج وارتفاع تكاليفها، يدرس الرئيس دونالد ترامب استبدال طائرة الرئاسة الأمريكية وشراء طائرة خاصة فاخرة من طراز بوينج 747-8 من العائلة المالكة القطرية.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، يأتي هذا الاستحواذ المحتمل بعد سنوات من الإحباط المتزايد إزاء عقد بقيمة 4 مليارات دولار مُنح لشركة بوينج لاستبدال أسطول طائرات الرئاسة الأمريكية المتقادم، والذي شابه تأخيرات.

كان من المقرر في الأصل إكمال المشروع بحلول عام 2024، ولكن تم تأجيله الآن إلى عام 2027 للطائرة الأولى وعام 2028 للطائرة الثانية، مما فاقم استياء ترامب.

فازت بوينج بمناقصة تحديث الطائرات الرئاسية، المعروفة باسم VC-25Bs، خلال فترة ولاية ترامب الأولى. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات كبيرة في تحديث الطائرة التي يبلغ عمرها 30 عامًا، نظرًا لصعوبة تكييفها لتلبية المتطلبات الصارمة للسفر الرئاسي والأمن، بما في ذلك دمج أنظمة اتصالات ودفاع متطورة.

عرض القطريين الفاخر

دفع نفاد صبر ترامب المتزايد من بوينج في استبدال طائرة الرئاسة الأمريكية إلى استكشاف بدائل، لا سيما طائرة خاصة من طراز 747-8 مملوكة للعائلة الحاكمة في قطر.

استخدم هذه الطائرة، التي سُلّمت إلى الخطوط الجوية القطرية عام 2012، أحد أغنى أفراد العائلة المالكة، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتُوصف الطائرة بأنها مُجهزة بتصميم داخلي يُناسب “اليخوت الفاخرة”، مع أثاث فاخر ووسائل راحة متطورة.

في فبراير 2025، وبعد أشهر من الإحباط، قام ترامب بجولة لمدة 72 دقيقة على متن الطائرة في مطار ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، على بُعد مسافة قصيرة من منتجع مار إيه لاغو الخاص به.

عرضت العائلة المالكة القطرية الطائرة على ترامب، ويبدو أنها لفتت انتباهه. وأفادت التقارير أن ترامب أعجب بالتصميم الداخلي المُصمم خصيصًا للطائرة، والذي قد يضيف ما يصل إلى 25 مليون دولار إلى سعرها الأساسي المُقدر بين 75 و100 مليون دولار.

اقرأ أيضا.. القوات الخاصة المصرية والتركية تنفذان تدريبات مشتركة في أنقرة- شاهد

نقطة قرار لشركة بوينج والبيت الأبيض

أثارت دراسة ترامب للطائرة القطرية شكوكًا حول مستقبل عقد بوينغ. وأشار البيت الأبيض إلى أنه سينتظر حتى منتصف يونيو لإعادة تقييم الصفقة مع بوينج. وفي حال توقع المزيد من التأخير، فقد يُقرر ترامب الانسحاب ومواصلة شراء الطائرة القطرية.

يُوجه هذا القرار ضربة قوية لشركة بوينج، الشركة التي لطالما اعتُبرت رمزًا للبراعة الصناعية الأمريكية. وقد أعرب ترامب مرارًا عن أسفه لعدم قدرة بوينغ على الوفاء بالمواعيد النهائية، منتقدًا الشركة لفشلها في التسليم في الوقت المحدد وضمن الميزانية.

في الأشهر الأخيرة، طلب ترامب أيضًا المساعدة من شخصيات بارزة أخرى لتسريع العملية. في يناير، استعان ترامب بإيلون ماسك لإجراء مناقشات مع مسؤولي بوينج التنفيذيين لتسريع المشروع، لكن هذه الجهود لم تُسفر عن نتائج بعد.

لم يُخفِ ترامب استياءه من بوينج، حتى أنه أعلن في مقابلة مع فوكس نيوز أن الشركة “مُتخلفة” عن السداد بسبب تأخيراتها.

التأثير المحتمل للصفقة على قطاع التصنيع الأمريكي

إذا مضى ترامب قدمًا في صفقة شراء الطائرات القطرية، فقد يُنظر إلى ذلك على أنه تحول كبير عن جهوده الطويلة الأمد لإحياء قطاع التصنيع الأمريكي.

طوال فترة رئاسته، شدد ترامب على أهمية دعم الشركات الأمريكية، حتى أنه فرض رسومًا جمركية لدعم الصناعات المحلية. وقد يُنظر إلى شراء طائرة مملوكة لأجنبي، وخاصةً طائرة بهذا الفخامة، على أنه انتكاسة في مساعيه نحو المنتجات الأمريكية الصنع.

مع ذلك، قد تُقدم الطائرة القطرية الفاخرة لترامب حلاً ضروريًا للغاية لمعضلة طائرة الرئاسة الأمريكية. في حين أن عملية الشراء لن تُحقق الأهداف الأوسع للعقود العسكرية والدفاعية المرتبطة بطائرة الرئاسة الأمريكية، إلا أنها ستوفر للرئيس السابق طائرة أنيقة وحديثة على المدى القصير.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط