تشهد العاصمة القاهرة حاليًا أعمال تطوير موسعة في العديد من المناطق الحيوية، انعكست بشكل مباشر على تحسين السيولة المرورية وتقليل التكدسات، من خلال إنشاء محاور مرورية جديدة تخترق قلب الزحام، وتُسهم في انسيابية حركة المركبات، ومن أبرز تلك المشروعات الجارية حاليًا، أعمال التطوير الشاملة في ميدان السيدة عائشة ومحيطه، والتي تستهدف تحويل المنطقة إلى متحف مفتوح، نظرًا لما تضمه من مزارات تاريخية ومساجد أثرية ذات طابع معماري فريد.

إزالة كوبري السيدة عائشة وتعديل مسار محور صلاح سالم

شملت خطة التطوير الجارية إزالة كوبري السيدة عائشة الذي كان يُشكل خطرًا على حركة المرور بسبب الانحناء الحاد في تصميمه، ما تسبب في وقوع عدد كبير من الحوادث، بلغت 15 حادثًا خلال العام الماضي فقط، وجاء قرار الإزالة بعد دراسة هندسية أثبتت صعوبة استمرار استخدامه، خاصة في ظل غياب التخطيط العمراني السليم عند إنشائه في الثمانينيات.

بالتوازي، يتم الآن تعديل مسار محور صلاح سالم ليمر خلف مسجد المسبح، وداخل مقابر سيدي جلال السيوطي، متصلًا مباشرة بمحور الحضارات وطريق كورنيش النيل ونفق الملك الصالح، دون الحاجة للمرور بميدان السيدة عائشة.

إنشاء مسار بديل بطول 2 كيلومتر

تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع محافظة القاهرة، تنفيذ مشروع المسار البديل لمحور صلاح سالم، ويجري حاليًا استكمال إنشاء وصلة مرورية جديدة بطول نحو 2 كيلومتر، تمر خلف المقابر، وتُربط عبر كوبري جديد بمحور الحضارات، كما يجري تفكيك كوبري الأباجية الذي يربط محور صلاح سالم تمهيدًا لإعادة توجيه الحركة المرورية.

وفي المرحلة الأولى، سيتم ربط المحور الجديد بمحور الحضارات، على أن يتم تنفيذ كوبري أعلى محور الحضارات في المرحلة الثانية للربط مع طريق الكورنيش ونفق الملك الصالح من الجهة الأخرى، بما يضمن سيولة مرورية وربطًا فعالًا بين المناطق الحيوية.

ميدان السيدة عائشة.. ممشى سياحي ومزار مفتوح

ضمن مشروع التطوير، سيتم إغلاق ميدان السيدة عائشة بالكامل أمام حركة السيارات، وتحويله إلى ممشى سياحي يربط بين القلعة ومساجد السلطان حسن، الرفاعي، المحمودي، والسيدة عائشة، بحيث يصبح مزارًا مفتوحًا أمام الزائرين والسائحين.

وأوضح الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، أن المنطقة ستُعاد تخطيطها بالكامل، حيث ستُزال جميع المنشآت العشوائية، وتُقام حدائق ومنتزهات للمشاة، مع إنشاء ممشى سياحي متصل بالقلعة، كما أشار إلى أنه سيتم فتح باب العزب المغلق بالقلعة وربطه بمسجد السلطان حسن مباشرة، ليكون ممشى مختصرًا يعبر بالسائحين إلى باقي المزارات التاريخية.

خدمات جديدة وتجميل المنطقة المحيطة بالقلعة

شملت الأعمال الجارية أيضًا إعادة استغلال المناطق التي تم تفريغها بمحيط القلعة، من خلال إنشاء مبانٍ خدمية مخصصة للزوار والسياح، بما يُضفي لمسة جمالية على المكان، وتم كذلك نقل موقف الميكروباصات مؤقتًا لحين الانتهاء من أعمال التطوير، مع استمرار إزالة عدد من المباني القديمة والعشوائية في محيط الميدان، في إطار خطة متكاملة لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية من الطراز الأول.

إزالة الكوبري بالكامل وربط مباشر بالمحاور الحيوية

أكد محافظ القاهرة أن إزالة كوبري السيدة عائشة سيتم بشكل كامل ونهائي، بالتزامن مع الانتهاء من إنشاء المسار البديل، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو التخلص من المشكلات المرورية المتراكمة في تلك المنطقة، وتعويض أخطاء التخطيط السابق. وشدد على أن الدولة تتحمل تكلفة هذه المشروعات الكبيرة من أجل سلامة المواطنين، وتطوير البنية التحتية التاريخية للعاصمة.