تشهد العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توتراً متزايداً، على خلفية تباين وجهات النظر حول التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة والبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب تقرير لموقع "بوليتيكو"، فإن حادثة مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن لم تؤثر بشكل كبير على التوتر القائم بين ترامب ونتنياهو، الذي يعود إلى خلافات أعمق حول السياسات الإقليمية.

مسؤولون في إدارة ترامب أعربوا عن إحباطهم من نهج إسرائيل في التعامل مع واشنطن والشرق الأوسط، مشيرين إلى أن تصرفات نتنياهو قد تعرقل الجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. 
وعلى الرغم من الدعم العلني الذي يبديه ترامب لإسرائيل، إلا أن هناك مؤشرات على تراجع في التنسيق بين الجانبين بشأن بعض الملفات الحساسة.

ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل

في سياق متصل، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، انتقد بشدة القيود المفروضة على دخول المساعدات، واصفاً إياها بأنها ملعقة من المساعدة عندما تكون هناك حاجة إلى فيضان".

جوتيريش شدد على أن إسرائيل، كقوة محتلة، ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير الغذاء والدواء للسكان المدنيين في غزة. 
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءاً، مع نقص حاد في الإمدادات الأساسية، مما يهدد حياة الآلاف.

انتقادات أوروبية لسياسات إسرائيل

من جهتها، أعربت فرنسا والمملكة المتحدة وكندا عن قلقها إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. 
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رد على هذه الدعوات باتهام قادة هذه الدول بـ"تشجيع حماس" من خلال معارضتهم للعمليات الإسرائيلية، معتبراً أنهم يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ.

هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من المسؤولين الأوروبيين، الذين وصفوا اتهامات نتنياهو بأنها "افتراءات"، مؤكدين على ضرورة احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان في التعامل مع الأزمة.

دعوات لوقف الحرب واحترام القانون الدولي

وزير التنمية الدولية النرويجي، أكد على أن الوضع في غزة "مخيب للآمال"، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الدولي. 
ودعا إلى وقف الحرب فوراً، والسماح للمنظمات الإنسانية بإدخال المساعدات إلى القطاع دون قيود.

كما شدد جوتيريش على أن إسرائيل لديها التزامات واضحة بموجب القانون الدولي، ويجب عليها معاملة المدنيين بإنسانية واحترام كرامتهم. وحذر من أن عدم إدخال المساعدات إلى غزة سيؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص.

هل تتغير التحالفات الإقليمية؟

التوتر بين واشنطن وتل أبيب، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة، يثير تساؤلات حول مستقبل التحالفات الإقليمية. 
هل ستؤدي الخلافات بين ترامب ونتنياهو إلى إعادة تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ وهل ستؤثر على جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟