كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية أن مكمل فيتامين D3 الشائع قد يبطئ وتيرة الشيخوخة البيولوجية، من خلال حماية الحمض النووي من التلف المرتبط بالتقدم في السن. وتمثل هذه الدراسة، التي استمرت أربع سنوات وشاركت فيها عينة واسعة من 1031 شخصاً، أول تجربة عشوائية واسعة النطاق من نوعها في هذا المجال.

وبحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، فإن المشاركين الذين تناولوا جرعة يومية من 2000 وحدة دولية من فيتامين D3 أظهروا معدلات أبطأ لتآكل التيلوميرات — وهي نهايات الكروموسومات التي تُعد مؤشراً حيوياً على التقدم في العمر.

وأوضحت التحاليل أن التيلوميرات لدى من تناولوا المكمل انخفضت بنسبة 5% فقط خلال أول عامين، مقابل 12% في المجموعة التي تلقت علاجاً وهمياً. وبعد أربع سنوات، بلغت نسبة الانخفاض 7% في مجموعة فيتامين D، مقارنة بـ28% في المجموعة الأخرى، وهو ما يعادل نحو ثلاث سنوات من الشيخوخة البيولوجية تم تجنبها فعلياً.

وقالت الدكتورة جوان مانسون، رئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى بريغهام والنساء والمشاركة في الدراسة: "هذه أول دراسة تجريبية تثبت أن مكملات فيتامين D يمكن أن تحمي التيلوميرات. وتشير أيضاً إلى دور محتمل للفيتامين في الحد من الالتهابات وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في السن، مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية".

من جانبه، شدد الباحث الرئيسي الدكتور هايدونغ تشو على أهمية هذه النتائج، قائلاً: "البيانات تشير إلى أن فيتامين D قد يشكل وسيلة واعدة لمكافحة الشيخوخة البيولوجية، ولكننا بحاجة إلى دراسات طويلة المدى تشمل عينات أكثر تنوعاً لتأكيد هذه النتائج".

ويُعتقد أن فيتامين D يساهم في حماية الحمض النووي من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي وتعزيز نشاط إنزيم "تيلوميراز" الذي يحافظ على التيلوميرات. ومع ذلك، حذّر الباحثون من مخاطر الإفراط في تناول الفيتامين دون إشراف طبي، خاصة أن الجرعة المستخدمة في الدراسة تتجاوز الكمية اليومية الموصى بها، وإن كانت تظل ضمن الحد الآمن البالغ 4000 وحدة دولية.

يُذكر أن الدراسة حظيت بتمويل جزئي من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، مما يعزز من مصداقية نتائجها وأهميتها على الصعيد الطبي والبحثي.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك