هوكشتاين: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل في متناول اليد والمفتاح ليس التمسُّك بالخطوط التاريخية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوكشتاين: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل في متناول اليد والمفتاح ليس التمسُّك بالخطوط التاريخية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 06:27 صباحاً

رأى المسؤول الأميركي الرفيع السابق، آموس هوكشتاين، في حوار مع "الشرق الأوسط" أن اتفاق الحدود البحرية الذي توسط فيه بين لبنان وإسرائيل عام 2022 واتفاق وقف العمليات العدائية بين إسرائيل و"حزب الله" في نهاية 2024 يظهران أن ترسيم الحدود البريّة "في متناول اليد"، كاشفاً أنه "جرى إحراز تقدم كبير" في المفاوضات غير المباشرة، وهناك حلول خلاقة مثبتة بسجلات وبروتوكولات، إذا وُجِدت الإرادة السياسية.

ونبَّه هوكشتاين إلى أن حزب الله ليس سوى ذراع لإيران، التي تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان. واعتبر أن اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، كان تطوراً إيجابياً يمكن أن يفيد لبنان.

وشرح هوكشتاين، في الحوار مع "الشرق الأوسط"، أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان فريداً، لأننا عملنا عليه لأكثر من 10 سنين. وأضاف أنه أدرك أن مجرد جهد دبلوماسي لن ينجح. كان لا بد من اتفاق أكثر تعقيداً وشمولاً، ولو لم نتوصل إلى اتفاق، لربما انتهى بنا المطاف في صراع ساخن أو حتى حرب على الموارد.

ورأى هوكشتاين أن الاتفاق البحري يوضح حقيقة إمكان التوصل إلى اتفاق لبناني - إسرائيلي على الحدود البريّة، لأنه تم إدراج بنداً ينص على بدء محادثات بشأن الحدود البرية، بهدف التوصل إلى اتفاق سريع. ولفت إلى إن هناك حلولاً للخلافات. سيتعين إجراء بعض التعديلات والتنازلات. الأمر ممكن جداً. والاختلافات ضئيلة للغاية. ولفت إلى أن التراسل مع حزب الله كان أكثر تعقيداً لأنه لم يكن لدي محاور واحد فقط. كان علينا القيام بدبلوماسية مكوكية بين لبنان ولبنان. ثم أذهب إلى إسرائيل وأجري دبلوماسية مكوكية هناك أيضاً. ونبه إلى أن الواقع عام 2022 مختلف تماماً عن اليوم. عامذاك، كان )لـ"حزب الله سيطرة على النظام السياسي بطريقة لم يعد يمتلكها، وهذا ما جعل الأمور صعبة. ولاحظ أن اتفاق الحدود البحرية نجا من الحرب. لم يكن هناك قتال تقريباً في البحر، ولم تُطلق أي صواريخ تقريباً في عرض البحر. أعتقد أن هذا يمكن أن يكون نموذجاً لحل مشكلة الحدود البرية.

وشدَّد هوكشتاين على أن التفاهم الذي جرى التوصل إليه في وقف النار يتطلب انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني، وصولاً إلى الحدود. كما يتطلب من "حزب الله" نزع سلاحه والانسحاب إلى شمال منطقة الليطاني - وليس فقط خط الليطاني.

وبصرف النظر عن تفاصيل الانتهاكات الحالية، رأى هوكستين أن وقف النار سينجح إذا تحقق الأمران، موضحاً أنه السبب أنشئت آلية للجيش الأميركي ليكون له وجود كبير، للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، حتى تتمكن من ترسيخ مواقعها في المنطقة والحفاظ عليها.

واعتبر هوكشتاين إن الخط الأزرق هو الحاكم حالياً، لكنه ليس حدوداً، كاشفاً أنه جرى إحراز تقدُّم كبير في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، معترفاً في الوقت ذاته بوجود بعض القضايا الصعبة. ورأى أن جزءاً من التحدي يكمن في تعاملنا مع إرث الاتفاقات الفرنسية والبريطانية القديمة؛ قرارات اتخذها أشخاص لم يكونوا موجودين في المنطقة قط، واعتبروها مجرد تمرين أكاديمي، مشيراً إلى أن المفتاح ليس التمسُّك بالخطوط التاريخية، بل بالواقع الآن. لقد قبل الجانبين الخط الأزرق بوصفه خط عمل حالياً، ولكنه ليس حدوداً معترفاً بها.

ولم يشأ هوكشتاين الخوض في نهج إدارة الرئيس ترمب تجاه لبنان، لكنه أشار إلى أن لبنان أمام فرصة لإعادة صياغة مستقبله ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال تعديلات تدريجية. بل بتغيير جذري. وأكد أن هناك إمكانات هائلة في لبنان. إذا استطاع البلد استعادة الفرص الاقتصادية وفرص العمل من خلال إصلاحات اقتصادية وقانونية جادة، فقد يكون المستقبل مشرقاً للغاية. وزاد أن "حزب الله" لم يعد قادراً على الهيمنة على ال​سياسة​.

وإذ أقر بأن هناك ما يدعو إلى القلق في شأن سوريا اليوم، رأى أن هناك أيضاً فرصة، معتبراً أن لقاء ترمب والشرع كان تطوراً إيجابياً. وقال: الشرع يقول كل ما هو صائب. ما دامت أفعاله تُطابق أقواله، فهو يستحق الدعم. وزاد أن ذلك يشمل تأمين الحدود بين سوريا ولبنان. ويجب أن يكون للاجئين السوريين أيضاً طريق للعودة إلى وطنهم، ما يُخفف الضغوط على لبنان والدول المجاورة.

وعن إمكان اعتماد لبنان على أصدقائه التقليديين، قال هوكشتاين: لبنان لا يحتاج إلى صدقات بقدر ما يحتاج إلى استثمار. وأضاف "لبنان يمتلك رأسمال بشرياً عالميّ المستوى. فإذا حلّ مشكلاته في الحوكمة يمكنه أن يستعيد مكانته كدولة نابضة بالحياة. وهو لا يزال البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمكن لجميع أتباع الديانات العيش فيه بكامل الحقوق المتساوية. وهذا أمر يستحق النضال من أجله".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق