فرضت التغيرات المناخية التي تتعرض لها الدول ضرورة البحث عن أنماط جديدة من الزراعة للحفاظ على معدلات إنتاج المحاصيل ومن بينها الزراعة بدون تربة.

وأكد الدكتورة نيفين متولي رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ التابع لوزارة الزراعة، أن مصر تتعرض لعدد من المخاطر الأساسية للتغيرات المناخية ومنها زيادة أو انخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، وزيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة، مثل العواصف الترابية، موجات الحرارة ‏والسيول، وتناقص هطول الأمطار‎ .

ومنها أيضًا ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، ‎زيادة معدلات التصحر‎، ما قد يتسبب في ‎تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى‎.‎

ما هي الزراعة بدون تربة؟

وأضافت أن من بين الأنماط الحديثة في الزراعة هي الزراعة بدون تربة، وهى نظام زراعى بديل للزراعة التقليدية فى الأرض، حيث لا تدخل الأرض ‏الزراعية كأحد مكونات منظومة الإنتاج، بل تستخدم فقط كدعامة لأنظمة الزراعة بدون تربة التى ‏تتنوع للعديد من الانظمة المقسمة تحت ثلاثة أقسام رئيسية وهى الزراعة المائية والزراعة ‏الهوائية والزراعة باستخدام البيئات.

اقرأ أيضًا: ‏على المزارعين الحذر.. كيف تؤثر تغيرات المناخ في محصول الذرة؟

وأشارت إلى أن من أسباب اللجوء لذلك النوع من الزراعة هو أن الأرض الزراعية قد تعاني فى بعض الأحيان من العديد من المعوقات التى توجد ‏بها بصورة طبيعية أو قد تتواجد نتيجة لسوء أو كثافة الاستخدام على مر السنين، ومنها أن تكون ‏الأرض ملحية، أو تكون التربة موبؤة بالأمراض والحشائش التي تؤثر سلباً على المحصول.

كما أن التربة قد تعاني من تراكم العناصر الثقيلة بها والملوثات نتيجة لريها بمياه الصرف غير المعالج، أو ‏يمكن أن تكون التربة صخرية يصعب تسويتها وتفتيت صخورها بسهولة، ويمكن كذلك أن تحتوى ‏التربة على طبقات صماء تعيق النمو والخدمة والصرف، ويمكن أن تكون منخفضة الخصوبة‏، شديدة الحموضة أو القلوية، أو تكون التربة مرتفعة الماء.

مزايا النمط الحديث من الزراعة

وأضافت أن الزراعة بدون تربة هى نظام زراعى متكامل يمكن التحكم فى مدخلاته من نوع البيئة أو الوسط ‏الذى تنمو به جذور النباتات، الصنف النباتى المستخدم، الكثافة النباتية فى المتر المربع، موعد ‏الزراعة، أنواع الأسمدة المستخدمة فى عمل المحلول المغذي مما ‏يساعد فى النهاية على تقليل الفقد فى المحصول بل وتعظيم الإنتاجية والجودة، وتقليل هدر المياه ‏والاستفادة بكل قطرة منها. ‏

اقرأ أيضًا: ‏قبل زراعة الزيتون.. توصيات مهمة للحصول على أعلى إنتاجية

وأكدت أن جميع ما سبق يجعل الزراعة بدون تربة بأنظمتها المختلفة والمتنوعة هى الحل الأمثل للاستمرار ‏فى الإنتاج الزراعى، وكذلك هى الحل الأمثل للاستمرار فى الزراعة في الأماكن الصحراوية والجافة وتحت ظروف قلة ‏المياه لما تتميز به هذه النظم من كفاءة عالية فى توفير المياه والحفاظ على كل قطرة مياه وعدم ‏إهدارها من خلال استخدام ما يعرف بالنظام المغلق فى الرى وهو الذى يسمح بتجميع مياه الرى ‏الزائدة عن حاجة النباتات واعادة استخدامها مرة اخرى فى الرى.

كما أنها تساهم أيضًا تعظيم الإنتاجية من وحدة ‏المساحة نتيجة استخدام الأنظمة المكثفة التى تسمح بزيادة عدد النباتات المزروعة فى وحدة ‏المساحة مع ارتفاع جودة الثمار الناتجة وسرعة دورة الانتاج مقارنة بمثيلتها فى الارض العادية.

أشكال الزراعة بدون تربة

وأوضحت أن من أشكال الزراعة بدون تربة:

زراعات الأسطح التى تمكننا من زراعة سطح المبنى بأمان ‏دون الخوف من ارتفاع الأحمال. الزراعة المائية وهى تعتبر الحل الأمثل لقلة المراعي، حيث يتضاعف ‏الإنتاج نتيجة عمل التكثيف الرأسى، كما أنها تتميز تلك التقنية ببساطتها وسرعة وكثافة الإنتاج.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط