أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بمشروعات الاستصلاح الزراعي خلال السنوات الماضية، ومن أهم تلك المشروعات مشروع مستقبل مصر الذي يعد نقلة كبيرة للقطاع الزراعي المصري.

ويستهدف جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة خلق مجتمعات عمرانية على أسس التنمية، وتحويل الاقتصاد الزراعي لقاطرة تنمية اقتصادية للبلاد، فضلاً عن جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم موارد الدولة من المكون الأجنبي.

وسوف يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، انطلاق موسم حصاد القمح من داخل المشروع في منطقة الضبعة في مساحة تصل إلى 300 ألف فدان.

مستقبل مصر وزراعة 4.5 مليون فدان

كما يعمل الجهاز ضمن خطط تنموية للدولة؛ بهدف زيادة الرقعة الزراعية للدولة المصرية، عن طريق استهداف مساحة 4,5 مليون فدان بحلول عام 2027 بمشروعات تنموية في جميع أنحاء الجمهورية.

اقرأ أيضًا: 160 شركة.. صادرات مصر من الزيتون تصل 226 مليون دولار خلال 2024

وتشمل أهم مناطق الزراعة الدلتا الجديدة، السادات، المنيا، بنى سويف، والصوب الزراعية بالدلتا الجديدة، اللاهون، وأسوان، والداخلة والعوينات، وشرق العوينات، وسيناء.

ويستهدف الجهاز تحقيق أقصى استفادة وتحقيق مبدأ القيمة المضافة من المحاصيل الزراعية؛ من خلال عمليات التصنيع الزراعي بإنشاء عدة مصانع كمرحلة أولى بالمنطقة الصناعية بالدلتا الجديدة التي تشمل مصانع المركزات، ومصنع الأعلاف، ومصنع البصل والثوم والمجفف، ومصنع البطاطس نصف المقلية، ومصنع سكر، بالإضافة إلى الخضراوات المجمدة.

موقع استراتيجي للمشروع

يقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة الجديد، وهو الطريق الذي أُنشئ ضمن المشروع القومي للطرق بطول 120 كم وعمق 60: 70 كم، ويبعد 30 دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر، تم تقسيم المشروع إلى 60 طريق طولي، 35 طريق عرضي مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.

اقرأ أيضًا: الصادرات الزراعية تفتح أسواقًا واعدة.. والبطاطس المصرية تطرق أبواب أوزبكستان

ويعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدي العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.

أساليب الري في أراضي مستقبل مصر

يتم نقل مياه الصرف المعالج بواسطة ترعة بإجمالي طول 170 كم عن طريق 17 محطة رفع لتصل إلى أكبر محطة معالجة بطاقة 7.5 مليون متر مكعب/ يوم ومنها إلى أرض المشروع، وصلت نسبة تنفيذ المحطة إلى 70 % ومخطط الانتهاء من محطة المعالجة شهر يوليو 2022.

كما يعتمد المشروع على خزانات المياه الجوفية وهي 3 خزانات (الأيوسين – المايوسين – المغرة) وهي امتداد لمنطقة وادي النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع في الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية وعدم السحب الجائر منها وتحقيق معايير التنمية المستدامة.

وجار دخول مصدر مياه سطحي بمد ترعة مستقبل مصر بطول 41 كم لإمداد المشروع بطاقة 10 ملايين م³/يوم لزراعة حوالي 700 ألف فدان إضافية وتعد تحلية مياه الصرف الزراعي وإعادة تدويرها واستخدامها للري من أكبر التحديات في مشروع الدلتا الجديدة.

توفير الآلاف من فرص العمل

كما يوفر المشروع حوالي 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمل خلال المواسم القادمة، كما يتم تطبق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع.

اقرأ أيضًا: مصر تحمي الأراضي الصحراوية.. خريطة قومية للحماية من مخاطر السيول حتى 2100

يقوم المشروع بالإشراف على تنفيذ مشروع الصوب الزراعية بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم بمساحة حوالي 16 ألف فدان بإجمالي حوالي 1800 صوبة “إسباني – مصري” لزارعة محاصيل الخُضراوات مثل “فلفل ألوان – طماطم سلكية – طماطم شيري – فاصوليا خضراء” نباتات طبية وعطرية مثل “بردقوش – ينسون – زعتر – نعناع” وزراعات الفاكهة مثل “عنب – مانجو – رمان – موز – التين الإسباني” زهور القطف لغرض التصدير مثل “قرنفل أمريكي – الزنبق – الورد البلدي – الجلاديوس”.

كما يقوم مشروع مستقبل مصر بالإشراف على تنفيذ مشروع المنيا وبني سويف لاستصلاح مساحة حوالي 80 ألف فدان ومن المخطط لها زراعة “قصب السكر – القمح – الذرة الصفراء – فول بلدي – البرسيم الحجازي”.

أولويات رئيسية للعمل في المشروع

ومنذ اليوم الأول للمشروع وهو يعمل على تحقيق عدد من الأولويات من بينها:
• الحفاظ الدائم على التعليمات والتوجيهات الصادرة من رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن الغذائي وصولًا إلى الاكتفاء الذاتي.
• الحرص التام على المساعدة في القضاء على البطالة وتوظيف المدنيين في تخصصات مختلفة حتى يستشعر المواطن بحجم العمل المبذول وخطة رئيس الجمهورية في التوسعات الاقتصادية التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
• العمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات في التعامل مع هذا النوع من اقتصاديات تعظيم العائد.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط