في خطوة تُجسد تحولاً نوعياً في مفاهيم القتال الجوي، كشفت القوات الجوية الأمريكية رسميًا عن أول صورة ل المقاتلة الأمريكية الشبحية المستقبلية بدون طيار YFQ-42A، التي طورتها شركة جنرال أتوميكس ضمن برنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، أحد الأعمدة الرئيسية لمبادرة الهيمنة الجوية للجيل القادم (NGAD).

الاختبارات الأرضية.. المقاتلة الأمريكية الشبحية بدون طيار

وقد بدأت الاختبارات الأرضية للطائرة الجديدة في منشآت الشركة بباواي، كاليفورنيا، مما يمثل نقطة تحوّل نحو دخول هذا النوع من المنصات غير المأهولة إلى الخدمة الفعلية خلال السنوات القليلة المقبلة.

تصميم شبحي وتسليح قاتل

الطائرة  YFQ-42Aتمثل نقلة نوعية في تصميم الدرونات القتالية، حيث تم تجهيزها بهيكل انسيابي يُقلّل من البصمة الرادارية، ومدخل هواء مموضع على الظهر لإخفاء المحرك، وذيلين مائلين على شكل حرف “V” لتحسين الأداء الأيروديناميكي وتقليل احتمالية الاكتشاف.

وتحت هيكلها الأنيق، تحتوي الطائرة على حجرة داخلية لصواريخ جو-جو مثل AIM-120 AMRAAM، ما يضعها في مصافّ الطائرات المقاتلة وليس فقط طائرات الدعم أو الاستطلاع.

ثورة في مفاهيم القتال الجوي

ضمن رؤية سلاح الجو الأمريكي المستقبلية، ستكون طائرات مثل YFQ-42A جزءًا من مفهوم الجناح المخلص (Loyal Wingman)، والذي يقوم على مرافقة الطائرات المأهولة مثل F-22 Raptor و F-35 Lightning II بطائرات غير مأهولة تُشارك بفعالية في المعركة.

في هذا السياق، يمكن للطائرة أداء مهام عالية الخطورة مثل الاشتباك مع أهداف جوية، أو تنفيذ ضربات دقيقة، أو حتى العمل كطُعمٍ لتضليل الدفاعات المعادية، مما يحمي الطيارين ويمنح التشكيلات المأهولة مرونة وقدرة أكبر على البقاء في بيئات قتالية معقدة.

من السرية إلى العلن: فلسفة التصميم الموحد

أكدت جنرال أتوميكس أن تصميم YFQ-42A مشتق من الطائرة XQ-67A التجريبية التي كانت جزءًا من برنامج محطة الاستشعار الخارجية  OBSSالسري سابقًا، وهذا البرنامج كان يقوم على فلسفة “الجنس/النوع”؛ حيث يتم بناء أنواع متعددة من الطائرات انطلاقاً من منصة موحدة، ما يسمح بتطوير نسخ متخصصة لمهام مختلفة بسرعة وبتكلفة أقل.

وتُعدّ طائرات  Gambitبدون طيار جزءًا من هذه العائلة، حيث تشترك في الهيكل الأساسي، ومعدات الهبوط، ونُظم التحكّم، ومعالجات المهام.

الطريق إلى الإنتاج والاختبار الجوي

تشهد الطائرة حالياً اختبارات أرضية مكثفة تشمل تقييمات للسلامة الهيكلية، وكفاءة الدفع، وأنظمة الطيران، والذكاء الاصطناعي المدمج في التشغيل.

وتُظهر الصورة الرسمية التي أصدرتها القوات الجوية نموذجًا أوليًا مزودًا بذراع بيتو-ستاتيك لقياس بيانات الطيران، ما يدل على قرب بدء مرحلة التجارب الجوية.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، من المتوقع انطلاق أول رحلة تجريبية خلال الأشهر القليلة المقبلة، تمهيدًا لإنتاج دفعات أولية منخفضة الكلفة في عام 2026، مع هدف واضح يتمثل في تشغيل الطائرات القتالية التعاونية قبل نهاية العقد الجاري.

تحوّل في العقيدة الجوية

تصنيف YFQ-42A كمقاتلة يُجسد تحولاً عقائدياً في التفكير العسكري الأمريكي، حيث لم تعد الطائرات غير المأهولة أدوات دعم خلفي، بل أصبحت شركاء حقيقيين في القتال الجوي.

وبهذا التوجه، تُمهد القوات الجوية الأمريكية الطريق نحو قوة جوية أكثر ذكاءً، وأكثر فتكاً، وأكثر قدرة على البقاء في مواجهة خصوم متقدمين تكنولوجيًا.

اقرأ أيضاً.. صراع الأجنحة الشبحية.. من يتفوق المقاتلة الروسية Su-57 أم المقاتلة الأمريكية F-35؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط