في تحوُّل لافت في السياسات الأوروبية تجاه سوريا، كشفت تقارير أن الاتحاد الأوروبي وافق رسميًا على رفع معظم العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل.

وأفادت وسائل إعلام بأنّ الاتحاد الأوروبي وافق على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا.

ويشمل القرار رفع القيود عن النظام المصرفي السوري، بما يمكّنه من الوصول مجددًا إلى السوق المالية الدولية، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لإعادة دمج دمشق في النظام الاقتصادي العالمي.

ورغم ذلك، أبقى الاتحاد الأوروبي على العقوبات المفروضة على عدد من الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري، بالإضافة إلى استمرار حظر السلاح، وهو ما يشير إلى أن رفع العقوبات لا يعني بالضرورة تطبيعًا كاملاً مع الحكومة السورية الحالية.

مسؤولة أوروبية تكشف سبب رفع العقوبات عن سوريا

في تصريحات لها قبيل انعقاد القمة الأوروبية، قالت كايا كالاس، المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن الهدف من تخفيف العقوبات هو إعادة الحياة إلى المجتمع السوري.

وأضافت: “نعمل على رفع العقوبات منذ بداية العام، ونؤمن بأن للشعب السوري الحق في الخروج من دوامة الحرب والدمار”.

وأشارت وثيقة رسمية مؤرخة في 14 مايو، اطلعت عليها وسائل إعلام غربية، إلى أن الدول الأعضاء باتت تملك صلاحية التعاون مع وزارات حكومية سورية، حتى تلك المرتبطة بالدفاع والداخلية، في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والهجرة وإعادة الإعمار، ضمن ما وصفته الوثيقة بـ”نهج أكثر مرونة للتعامل مع الوضع السوري”.

واشنطن تبدأ تنفيذ رفع العقوبات

على الجانب الآخر من الأطلسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، من العاصمة السعودية الرياض، أن إدارته قررت بدء رفع العقوبات عن سوريا.

وصرّح خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي أن بلاده تسعى إلى دعم سوريا نحو “الاستقرار والازدهار”، مؤكدًا أن “العقوبات أدت مهمتها، وقد حان الوقت لمنح سوريا فرصة جديدة”.

وقال ترامب إن قراره جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي وقادة عرب آخرين، مشيرًا إلى أن الموقف الإقليمي الموحد ساهم في بلورة هذا التوجه الجديد.

لقاء ترامب والشرع

وكان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، مايكل ميتشل، قد أكد من جهته أن عملية رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا دخلت حيّز التنفيذ، مشددًا على أن اللقاء الذي جمع ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في وقت سابق، ترك انطباعًا إيجابيًا في واشنطن.

وأوضح ميتشل أن الإدارة الأمريكية تعتزم إصدار أوامر تنفيذية خلال الأيام المقبلة لاستكمال الإجراءات القانونية المتعلقة برفع العقوبات، معتبرًا أن سوريا “تتصرف بعقلانية”، وأن فتح قنوات الحوار معها أمر “منطقي في هذه المرحلة المفصلية”.

ماذا بعد رفع العقوبات الدولية عن سوريا ؟

وفق تقارير فرغم التصريحات الإيجابية، لا يزال الغموض يكتنف تفاصيل التنفيذ الكامل لقرارات رفع العقوبات، سواء من الجانب الأوروبي أو الأمريكي.

ومن المتوقع أن تراقب الدول المانحة والمؤسسات الدولية التطورات السياسية والاقتصادية في سوريا خلال الأشهر المقبلة، لتحديد مستوى انخراطها المستقبلي في عملية إعادة الإعمار ودعم الاستقرار.

في الوقت ذاته، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن رفع العقوبات لا يعني إنهاء مشروطية التعاون، بل سيبقى مرتبطًا بسلوك الحكومة السورية إزاء ملفات مثل عودة اللاجئين، والإفراج عن المعتقلين، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة برعاية أممية.

اقرأ أيضًا: الحوثي تهدد اقتصاد إسرائيل.. ماذا يعني فرض حصار بحري على ميناء حيفا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط