نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة ترمب.. تحولات في المشهد العالمي - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 12:08 صباحاً
تحمل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية في طياتها دلالات تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد، فهي تبعث بإشارات سياسية متعددة الاتجاهات تجاه ملفات شائكة كالملف السوري، وأزمة شبكة المليشيات المزعجة للأمن الإقليمي وأمن العالم، والبرنامج النووي الإيراني، وفي ما يتعلق بالملف السوري، فإن الرؤية السعودية واضحة وتتلخص في دعم استقرار وأمن الشعب السوري ووحدة أراضيه، واستعادة القرار السيادي، وخروج كافة القوى الأجنبية والمليشيات التي ساهمت في تمزيق النسيج الوطني وتدمير وحدة الأراضي السورية، والمملكة لم تسع إلى «تبييض صفحة النظام الجديد في سوريا» أو حتى دعمه ما لم يكن جزءاً من حل حقيقي يبدأ ببناء دولة ذات شرعية متحضرة داعمة لحقوق الشعب واستقرار معيشته وأمنه بدءاً بتحجيم المليشيات، ووقف تهديداتها للجنوب السوري والحدود الأردنية والجبهة اللبنانية، فضلاً عن تأكدها من أن نظام الرئيس الشرع يحمل مشروعاً وطنياً مستقراً ومزدهراً.
المملكة العربية السعودية، بسياستها المتزنة والحازمة في آن، أدارت ملفات المنطقة خلال العقد الأخير وفق مبدأ السيادة الكاملة والمصلحة الاستراتيجية البعيدة المدى، وهي اليوم أكثر وضوحاً في موقفها من المليشيات والجماعات المخربة التي لطالما شكلت تهديداً صريحاً لأمن الخليج والمشرق العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إذاً المملكة باختصار تقود بشكل هادئ ومؤثر مشروعاً لإعادة ضبط الأمن الإقليمي ونزع التوترات وتصفير مخاطر الجماعات وتشكلاتها، وهو مشروع قائم على الشراكات الذكية، والتوازنات المدروسة بتعاونات متكافئة مع الولايات المتحدة تحفظ المصالح المتبادلة، وتواجه التحديات المشتركة وتغلق الكثير من الملفات الشائكة.
زيارة الرئيس ترمب للسعودية ليست زيارة عابرة، بل تشكل فصلاً جديداً من فصول التفاعل السعودي الأمريكي لبناء مرحلة متجددة من الأمن والردع والاستقرار الإقليمي- السياسي والاقتصادي، وفي الوقت الذي تعيد فيه المنطقة تشكيل أولوياتها وتحالفاتها، تبقى السعودية ثابتة على مبادئها، فلا تساهل مع تهديد الأمن القومي العربي ولا قبول بمليشيات تتصرف خارج إطار الدولة، ولا تحالف إلا مع من يحترم السيادة ويدعم الاستقرار، وزيارة الرئيس الأمريكي ترمب، بكل ما تحمله من رمزية، وبكل تفسيراتها الحقيقية أو المغلوطة، جاءت لتؤكد أن الرياض لا تنظر إلى الماضي، بل تبني للمستقبل، وأن الرياض جزء مهم في صناعة القرار الإقليمي والعالمي. وأخيراً.. الرياض كما كانت وستبقى الملاذ الأول لقضايا الأشقاء دون مصالح أو أطماع.
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : زيارة ترمب.. تحولات في المشهد العالمي - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 12:08 صباحاً
0 تعليق