في عملية سرية نفذها الموساد، تم جلب ما يقرب من 2500 وثيقة وصورة وممتلكات شخصية للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إسرائيل .. موقع خاص مصر يستعرض القصة الكاملة للجاسوس كوهين وكيف تم كشفه وما قام به خلال إقامته بدمشق وهل قامت المخابرات المصرية بكشفه لسوريا؟

القصة الكاملة للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

في قلب العاصمة السورية دمشق، وعلى بعد أمتار من مقارّ القرار العسكري، عاش رجل تظاهَر بأنه تاجر دمشقي عائد من المهجر، بينما كان في الحقيقة أحد أخطر جواسيس القرن العشرين.

إيلي كوهين، الاسم الذي ما يزال صداه يتردد في أروقة أجهزة الاستخبارات، تمكن من التسلل إلى قلب المؤسسة الأمنية السورية، ووضع إسرائيل على عتبة انتصار استخباراتي غيّر موازين الصراع في الشرق الأوسط.

نستعرض كل التفاصيل عن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي نفذ واحدة من أخطر عمليات التجسس في تاريخ الشرق الأوسط، وتفاصيل حياته، عملياته في سوريا، وظروف اعتقاله وإعدامه، بالإضافة إلى آخر المستجدات المتعلقة بالوثائق التي كانت بحوزته.

من هو إيلي كوهين وهل كان مصرياً؟

ولد إيلي كوهين في 26 ديسمبر 1924 في مدينة الإسكندرية بمصر لعائلة يهودية من أصول سورية (مدينة حلب)، التحق بمدارس دينية يهودية ودرس الهندسة في جامعة القاهرة دون أن يكمل تعليمه، كان يتقن العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة.

انضم إلى الحركة الصهيونية في شبابه، وشارك في شبكة تجسس إسرائيلية بمصر بقيادة إبراهام دار، المعروف بجون دارلنغ، غادر مصر نهائيًا عام 1957 بعد حرب السويس، وانتقل إلى إسرائيل حيث عمل في ترجمة الصحافة العربية، ثم التحق بجهاز الموساد.

تجنيده وتسلله إلى سوريا

في عام 1961، أعد الموساد هوية مزيفة لكوهين باسم “كامل أمين ثابت”، رجل أعمال سوري مسلم عاش في الأرجنتين، نجح كوهين في بناء شبكة علاقات قوية في بيونس آيرس، خاصة مع الملحق العسكري السوري آنذاك، أمين الحافظ، الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لسوريا.

في عام 1962، انتقل كوهين إلى دمشق، حيث استأجر شقة في حي أبو رمانة الراقي، المجاور لمقر قيادة الجيش السوري. بفضل شخصيته الجذابة وكرمه، تمكن من التغلغل في الأوساط السياسية والعسكرية العليا، حتى قيل إنه عُرض عليه منصب نائب وزير الدفاع السوري.

اقرأ أيضاً.. إثيوبيا توسّع شراكاتها الأمنية.. اتفاق استخباراتي مثير للجدل مع إيران

أنشطته التجسسية

خلال فترة وجوده في سوريا، زوّد كوهين إسرائيل بمعلومات بالغة السرية حول مواقع الجيش السوري، التحصينات في هضبة الجولان، وأسماء الطيارين السوريين، كما ساعد الموساد في تحديد مكان إقامة المسؤول النازي السابق ألويز برونر في دمشق، مما أدى إلى محاولة اغتياله.

كشفه واعتقاله

تعددت الروايات حول كيفية اكتشاف أمر كوهين، إحدى الروايات تشير إلى أن المخابرات المصرية كشفت هويته بعد أن تعرف أحد ضباطها على صورته بجانب الفريق أمين الحافظ خلال زيارة لمواقع عسكرية في الجولان، تم إرسال ملفه إلى دمشق، حيث وضع تحت المراقبة، واكتُشف جهاز الإرسال في منزله.

رواية أخرى تشير إلى أن المخابرات السورية، بمساعدة خبراء سوفييت، استخدمت معدات متطورة لكشف إشارات الراديو، مما أدى إلى اكتشاف الإشارات الصادرة من منزله واعتقاله في يناير 1965.

محاكمته وإعدامه

بعد محاكمة عسكرية سريعة، صدر حكم بالإعدام شنقًا بحق كوهين، ونُفذ الحكم في ساحة المرجة بدمشق في 18 مايو 1965، ورفضت سوريا تسليم جثته لإسرائيل، ولا يزال مكان دفنه مجهولًا حتى اليوم.

الوثائق والممتلكات الشخصية

في يوليو 2018، أعلن الموساد عن استعادة ساعة اليد التي كان يرتديها كوهين أثناء وجوده في سوريا، في عملية خاصة لم يُكشف عن تفاصيلها. تم تسليم الساعة إلى أرملته نادية في مراسم خاصة.

حتى الآن، لا توجد تقارير مؤكدة عن استعادة إسرائيل للوثائق التي كانت بحوزة كوهين والتي تحفظت عليها السلطات السورية منذ إعدامه. تستمر إسرائيل في مطالبة سوريا بإعادة رفاته، لكن دون جدوى.

استغلال إسرائيل لكوهين في الدراما

أنتجت شبكة نتفليكس مسلسلًا بعنوان “The Spy” عام 2019، يجسد قصة إيلي كوهين، من بطولة الممثل ساشا بارون كوهين. يستند المسلسل إلى رواية “الجاسوس الذي جاء من إسرائيل” للكاتب الإسرائيلي أورى دان.

استعادة الوثائق الخاصة به

في عملية استخباراتية سرية نفذها جهاز “الموساد” الإسرائيلي، نجحت إسرائيل مؤخرًا في استعادة أرشيف كامل يعود للجاسوس الشهير إيلي كوهين، والذي كان محفوظًا داخل الأراضي السورية في خزائن الأمن تحت حراسة أمنية مشددة لعدة عقود.

أسرار الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في 2500 وثيقة

الأرشيف يتضمن نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية أصلية، جمعتها الأجهزة الأمنية السورية بعد اعتقال كوهين عام 1965، وهي تُعرض لأول مرة أمام الجمهور الإسرائيلي.

وجرى الإعلان عن العملية في اجتماع خاص عُقد أمس الأحد في مقر الحكومة الإسرائيلية، بحضور كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد ديدي برنياع، حيث تم تسليم مجموعة من الوثائق الأصلية والأغراض الشخصية التي تم العثور عليها، إلى أرملة كوهين، نادية كوهين.

اقرأ أيضاً.. لأول مرة| كوريا الشمالية تُدخل صواريخ جو-جو موجهة بالرادار للخدمة محليًا- اعرف أبرز المميزات

نسخ الرابط تم نسخ الرابط