كشف مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا، الأربعاء، لوكالة "رويترز"، أن الولايات المتحدة تتجه لتعيين السفير الأميركي الحالي في أنقرة، توماس باراك، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، في خطوة تعكس تحولاً لافتاً في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري.

ويأتي هذا القرار بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام رفع العقوبات عن سوريا، في ما اعتبر تحولاً جوهرياً في موقف واشنطن، وإشارة إلى اعتراف بصعود تركيا كقوة إقليمية مؤثرة في الشأن السوري، خصوصاً بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي.

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق المباشر على النبأ، حيث قال متحدث رسمي: "لا يوجد إعلان في الوقت الحالي".

وكان وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو قد أشار خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، إلى أنه تم السماح لموظفي السفارة الأميركية في أنقرة، بمن فيهم باراك، بالتنسيق مع مسؤولين محليين داخل سوريا "لفهم نوع المساعدات المطلوبة في هذه المرحلة الانتقالية".

ويشار إلى أن توماس باراك هو رجل أعمال ودبلوماسي أميركي من أصول لبنانية، وُلد لعائلة مهاجرة وتلقى تعليمه في جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث نال البكالوريوس والدكتوراه في القانون. بدأ مسيرته المهنية كمحامٍ دولي، ثم انتقل إلى العمل في القطاع المالي، وبرز لاحقاً كمستثمر عالمي.

كما باراك  تولى مناصب رسمية بارزة، منها نائب وكيل وزارة الداخلية الأميركية في عهد الرئيس ريغان، في عام 2016، عيّنه ترامب رئيساً للجنة تنصيبه الرئاسية، ويتحدث باراك العربية والفرنسية والإسبانية بطلاقة، ويشغل حالياً منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا منذ أبريل 2025.

وبحسب المعلومات المتوفرة عنه أيضًا، فهو أسّس شركة "كولوني كابيتال" (التي أصبحت "ديجيتال بريدج")، وهي من كبرى شركات الاستثمار في البنية التحتية الرقمية على مستوى العالم، كما يتوقع أن تلعب خبرة باراك في الشرق الأوسط وصلاته الشخصية بالرئيس ترامب، إلى جانب موقعه في تركيا، دوراً محورياً في رسم ملامح المرحلة القادمة في العلاقات الأميركية – السورية، خاصة في ظل مؤشرات عن تحرك نحو تسوية سياسية شاملة في دمشق.