نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"اللي يندكّ بينا نندكّ بيه"... غضب عراقي بعد قمّة بغداد واتهامات للكويت - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 05:33 مساءً
"إحنا سباع. إحنا ما نخاف. إحنا مو فُقر، إحنا عندنا فلوس. عندنا جيش يؤمّن أربعين زعيم. اللي يندكّ بينا نندكّ بيه... إحنا جذع نخلة... اللي نوقع عليه نكتله واللي يوقع علينا يتعوّر".
عكست الكلمات الصادمة للمتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي عبر قناة محلية عقب اختتام القمة العربية في بغداد، غضباً كبيراً راح يعتمل في قلوب مسؤولين وإعلاميين ومواطنين عراقيين كثر، بعدما أحبط تغيّب عدد من القادة العرب البارزين الآمال بنجاح كبير لقمّة استنفرت لها الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني كلّ إمكاناتها السياسية واللوجستية.
وفي كواليس الساعات التي سبقت انعقاد القمة وتلك التي تلتها، انصبّ الغضب العراقي تحديداً على دولة الكويت، باعتبارها المتسبّب الرئيسي بالضغوط التي أدّت إلى تراجع بعض القادة عن الحضور، وفق ما تتداوله أوساط مطلعة تحدثنا إليها.
"ضَغَطَت على الجميع"
وقال مصدر ديبلوماسي عراقي لـ"النهار" صباح أمس إن الكويت "ضغطت على جميع الدول المشاركة"، في ما وصفه بأنه "ابتزاز سياسي" على خلفية الخلاف مع العراق بشأن ميناء خور عبدالله. ولفت إلى أن العراق أبدى كثيراً من حسن النيات في هذه المسألة عبر تقديم رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد الشياع السوداني طعناً بقرار المحكمة الاتحادية العليا القاضي بإبطال تصويت البرلمان بالموافقة على اتفاقية خور عبدالله عام 2013. وقبل قوله "نحن متفاجئون جداً" من موقف الكويت "رغم أننا استمعنا منهم مباشرة إلى الكثير من الكلام الإيجابي قبل القمة"، ذكّر بأن مسألة الحدود ذات حساسية عالية لدى الشارع العراقي الذي يشكك جزء منه بالحدود المعترف بها دولياً.
تعليق كويتي
لكنّ وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف قلّل من أهمية الخلاف بهذا الشأن. وعزا في حديث لـ"النهار" على هامش قمة بغداد المواقف الأخيرة إلى "انفلات إعلامي هنا وهناك يريد التكسّب من هذه الأمور شعبوياً"، معتبراً أنه "لا يوجد خلاف عراقي – كويتي بشأن خور عبدالله. أنا لا أرى في خور عبدالله أي مشكلة، هي مياه مقسّمة بين الطرفين ويمكنهما استخدامها. الأزمات نخلقها نحن بينما في الواقع لا توجد أزمة. لا أعتقد أن القيادتين في البلدين ولا الشعبين سيتوقفان عند هذا النوع من التباين".
وفي مقابل هذا التفاؤل بمرور عابر للأزمة، يبدو الأمر أكثر تعقيداً في الجانب العراقي، وفق ما تعكسه بعض التصريحات الرسمية وكذلك التفاعلات الغاضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويلفت المصدر الديبلوماسي لـ"النهار" إلى أن السلطات العراقية ستعيد تقييم الوضع على ضوء ما حصل في القمة، ولن يكون ثمة أي تقدّم حيال الكويت في الفترة الحالية، في انتظار اتّضاح مزيد من التفاصيل بشأن الدور الذي أدّته في "التشويش" على قمة بغداد، وفق تعبيره.
"خيبة أمل وعتب"
وعبّر وكيل وزارة الخارجية العراقية السفير هشام العلوي في حديث لـ"النهار" على هامش القمة عن "خيبة أمل وعتب" عراقيين حيال تغيّب بعض القادة العرب "الذين سبق أن أبلغوا العراق بعزمهم حضور قمة بغداد"، لافتاً تحديداً إلى غياب الملك الأردني عبدالله الثاني، ما أدّى إلى إلغاء العراق قمة ثلاثية كانت ستجمعه بالسوداني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سياق آلية العمل الثلاثي بين العراق ومصر والأردن.
وتجنّب المصدر الديبلوماسي الذي تحدثنا إليه أمس استخدام تعبير "استياء عراقي" من الخطوة الأردنية، مكتفياً بوصف الأمر بأنه "عدم رضا".
ويبدو أن قمة بغداد خرجت بتعقيدات إضافية في العلاقات العربية – العربية، وخصوصاً مع حديث الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي لـ"النهار" عن صعوبة في معالجة الأزمة بين الإمارات والسودان، إضافة إلى ما ستتركه مسألة مستوى التمثيل من تبعات في علاقات العراق ببعض الدول العربية.
0 تعليق