وسط تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، كشفت مصادر مطّلعة على سير مفاوضات التهدئة في الدوحة أن عدداً من القادة والوسطاء العرب حثّوا حركة "حماس" على إبداء مرونة أكبر خلال الجولة الحالية، بهدف تخفيف معاناة السكان في غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانسداد الأفق السياسي والعسكري.

وذكرت المصادر أن رئيس وفد "حماس"، خليل الحية، قدم في مستهل الجولة مطالب اعتُبرت "مرتفعة السقف" مقارنة بالأوضاع الميدانية، ما أثار تحفظاً لدى الوسطاء بشأن فرص التوصل لاتفاق في المدى القريب.

وأكدت المصادر أن المفاوضات بين وفدي "حماس" وإسرائيل دخلت مرحلة شديدة الحساسية، في وقت تلوّح فيه تل أبيب بالتصعيد العسكري، إذا لم يتحقق تقدم ملموس خلال الساعات المقبلة.

في المقابل، نقل الجانب الإسرائيلي موقفاً حازماً، محذراً من أن استمرار ما يصفه بـ"الجمود" في المفاوضات، وغياب التفاعل الإيجابي من رئيس وفد الحركة خليل الحية، سيؤدي إلى توسيع العمليات العسكرية لتشمل مناطق إضافية في وسط وجنوب قطاع غزة خلال الساعات القادمة.

وأفادت مصادر دبلوماسية أن الوسطاء نقلوا إلى "حماس" تعهداً شفهياً بعدم استئناف القتال فور تنفيذ صفقة تبادل الرهائن، لكن الحركة اعتبرت هذه الضمانات غير كافية، مطالبة بضمانات أميركية رسمية تتعلق بوقف دائم للعمليات العسكرية وانسحاب شامل للقوات الإسرائيلية.

على الجانب الآخر، أكد مسؤولون أمنيون في إسرائيل أن الجيش مستعد لمرحلة جديدة من التصعيد في حال فشل المفاوضات الجارية، مشيرين إلى أن القوات تستكمل استعداداتها الميدانية لتنفيذ عمليات موسّعة.

وفي تصريحات نشرها على منصة "إكس"، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "لقد حان وقت الحسم. كل تأخير يُنظر إليه كمنح حماس فرصة إضافية، وهذا مرفوض من حيث المبدأ".

ميدانيًا، يواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية منذ أكثر من عام ونصف، مع استمرار الحصار ونقص المواد الغذائية والطبية والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تدمير واسع في البنية التحتية.

وتشير تقديرات محلية ودولية إلى أن عدد الضحايا تجاوز 53 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 110 آلاف جريح، ونزوح نحو 90% من سكان القطاع، فيما يواجه قرابة نصف مليون شخص خطر المجاعة.

وحذّر منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، في وقت سابق من أن القطاع بات "قاب قوسين من كارثة غير مسبوقة"، داعيًا إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات دون تأخير.