نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قمة بغداد استمعت إلى التزامات حازمة من سلام... حماوة بيروت وزحلة تزيد غموض الجولة الثالثة - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 12:28 صباحاً
طغت المواقف الثابتة من الواقع اللبناني سواء تلك التي أطلقتها القمة العربية في بغداد والزعماء المشاركون فيها أو تلك التي جاءت على لساني رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الموجود في روما لحضور حفل تنصيب البابا لاوون الرابع عشر ورئيس الحكومة نواف سلام في ترؤسه وفد لبنان إلى قمة بغداد على المشهد الداخلي ولو أن "الحمى الانتخابية" تصاعدت بقوة استعدادا للجولة الثالثة اليوم للانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع.
وقد نال لبنان حيزا بارزا في كلمات الزعماء ورؤساء الوفود العرب في قمة بغداد وكلها صبت في إطار التشديد على استكمال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالسيادة اللبنانية. وتميزت الفقرة المتعلقة بلبنان في البيان الختامي لقمة بغداد بتشجيع الكيانات السياسية على التفاهم وجاء فيها :"نؤكد دعمنا الدائم للجمهورية اللبنانية في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وحماية حدودها المعترف بها دوليا بوجه أي اعتداءات عليها وعلى سيادتها، ونرحب بالانتخابات البلدية، ونشجع جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الاقصاء، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.
ونؤكد ضرورة تطبيق الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية بجميع بنوده، والالتزام بقرار مجلس الامن رقم 1701 بكامل مندرجاتهِ، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً، وبتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والتضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، ودعم جهودها في عودة النازحين السوريين إلى بلادهم".
كلمة لبنان خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي ألقاها رئيس الحكومة نواف سلام تميزت بمواقف حازمة إذ أكد أن "لبنان افتتح صفحة جديدة بتاريخه عبر فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها وامتلاك قرار الحرب والسلم". وأضاف: "الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ القرار 1701 بشكلٍ كامل حرصا على الشرعية الدولية وإعادة الإعمار وندعو إلى ضغط دولي على إسرائيل للانسحاب من أراضينا". وتابع سلام: "ندين بشدة السياسة الإسرائيلية التي تتمادى بسبب غياب المحاسبة ونؤكد دعمنا الثابت لفلسطين ولمبادرة السلام العربية ونؤكد رفض أي محاولات لتهجير أو توطين الفلسطينيين في بلد آخر". وأشار إلى أن "رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان". أضاف: "مستعدون للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ونسعى إلى ضبط الحدود مع سوريا ونكرر ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع العقوبات عن سوريا".
وخلال القمة أعلن رئيس الوزراء العراقي "تقديم مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، و20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة". وشدد على "أننا ندعم وقف إطلاق النار في لبنان وكل ما يؤدي إلى استقرار هذا البلد العربي الشقيق".
في غضون ذلك وصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وزوجته السيدة نعمت عون بعد ظهر أمس إلى قاعدة تشامبينو العسكرية في روما لتمثيل لبنان في القداس الحبري الاول البابا لاوون الرابع عشر الذي يقام قبل ظهر اليوم في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. والتقى الرئيس عون بالرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي في روما كما التقى رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني في مقر رئاسة الحكومة.
عون وجيورجيا ميلوني
وقال الرئيس عون في تصريح له بعيد وصوله: "يشرفني أن أعود إلى الكرسي الرسولي، بعد مشاركتي سابقًا في وداع قداسة البابا فرنسيس، لأشهد لحظة تاريخية جديدة مع افتتاح حبرية قداسة البابا لاوون الرابع عشر. إن هذه العودة، في جوهرها، ليست مجرد مشاركة بروتوكولية، بل تأكيدٌ على الروابط العميقة والعلاقة الراسخة التي تجمع لبنان والكرسي الرسولي".
وأضاف: "نحن هنا اليوم، في هذه اللحظة التاريخية، نؤكد أن لبنان، بتنوعه الطائفي والمذهبي، سيبقى مؤمنا أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من كل التحديات التي يواجهها، برسالته التاريخية في الحرية والتعددية، على ما أشار إليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني. كما أنه سيبقى نموذجًا يُحتذى به، مؤكدًا للعالم أن الحوار ليس شعارا، بل هو مسيرةٌ تحتاج إلى إرادة صلبة جوهرها أن الكرامة والعدالة والسلام ليست امتيازات، بل حقوقٌ لكل إنسان، بغض النظر عن دينه أو هويته".
واليوم تجري الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وسط أجواء تتفاوت فيها الأجواء والوقائع الانتخابية بين مناطق العاصمة ومناطق البقاع ولو أن التنافس يبدو على أشده في معظم هذه المناطق حتى بين متنافسين من حزب واحد. ولكن الغموض ازداد حيال الاحتمالات التي تغلف الأجواء الانتخابية في كل من بيروت وزحلة اللتين تنشد إليهما الأنظار بعد التعبئة الإعلامية الكثيفة التي سلطت الأضواء على المعركة المرتقبة وابعادها في كل منهما . ومساء أمس حسم التيار الوطني الحر موقفه من انتخابات زحلة فقرر ترك الحرية للمنتسبين إليه ومؤيديه بالتصويت لمن يرونه مناسبا لتوجهاتهم.
وفي هذا السياق كتب رئيس الحكومة على صفحته عبر "إكس": لتستعيد بيروت رونقها، موعدنا غداً في صناديق الاقتراع.
ووجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رسالة جاء فيها: "على رغم أن الاستحقاق البلدي له الأهمية ذاتها طبعا، في المناطق كلها ويعنينا جميعا، إلا أن الانتخابات البلدية في بيروت ترتدي أهمية خاصة جدا نظرا لانعكاسها على العيش المشترك في لبنان، ولكونها العاصمة التي تمثِّل واجهة البلد الأساسية. ومن هنا أدعو جميع المحازبين والمناصرين والأصدقاء والحلفاء ومن جمعتنا بهم لائحة "بيروت بتجمعنا" إلى النزول بكثافة إلى صناديق الاقتراع غدا الأحد ( اليوم) للقيام بالواجب الانتخابي من جهة، وبهدف التأكيد مرة من جديد على العيش المشترك في لبنان من جهة أخرى . وإن ننسَ لن ننسى زحلة الأبية ومعركة التغيير الكبرى التي تنتظرها غدا الأحد، وكلي ثقة أن زحلة التي كانت دائما في الطليعة، ستكون في الطليعة هذه المرة أيضا، ودائما إلى الأمام، إن شاء الله".
ومساء أمس سُجّل في مدينة الهرمل فقدان نحو 500 تصريح لمندوبين تابعين لعدد من المرشحين لخوض الانتخابات البلدية والاختيارية المقرّرة اليوم . وعلى أثر ذلك، طلب محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر من جهاز أمن الدولة فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات اختفاء التصاريح وتحديد المسؤوليات. وقد وُضِع قائمقام الهرمل طلال قطايا رهن التحقيق ثم تركه النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات رهن التحقيق. ويعد التصريح الرسمي شرطاً أساسياً لدخول المندوبين إلى مراكز الاقتراع ومواكبة سير العملية الانتخابية، ممّا يجعل فقدان هذا العدد الكبير من التصاريح مسألة حساسة قد تؤثر على شفافية العملية الانتخابية ومجرياتها.
0 تعليق