جددت الحكومة الفلسطينية تأكيد التزامها بإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، لا سيما في مخيمات طولكرم وجنين.

من جهتها، أكدت بلدية طولكرم أن الجهود مستمرة لإعادة تأهيل الشوارع الرئيسية في المدينة، داعية في الوقت ذاته إلى ضرورة تحصيل دعم عربي ودولي لتمويل عملية إعادة الإعمار، نظرًا لما تتطلبه من ميزانيات ضخمة.

وأعلنت البلدية عن إطلاق خطة طوارئ تهدف إلى إصلاح المناطق المتضررة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع المدينة التي تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الاقتحامات المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي.

وقد لاقى إعلان المحافظ بدء عملية تأهيل البنية التحتية، وعلى رأسها شارع نابلس الحيوي، ترحيبًا واسعًا من سكان مدينة طولكرم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُعد الشارع أحد الشرايين الأساسية للحركة اليومية في المدينة، وقد تعرض لأضرار جسيمة خلال العمليات العسكرية.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن فرق العمل بدأت بإزالة السواتر الترابية التي كانت تعيق حركة المرور، تمهيدًا لإعادة فتح الطريق بشكل كامل خلال الأيام المقبلة.

وعبّر عدد من سكان المدينة عن ارتياحهم لهذه الخطوة، مشيرين إلى أن إعادة تأهيل البنية التحتية ستخفف من معاناتهم اليومية الناتجة عن إغلاق الطرق وتدميرها. وقال المواطن أحمد عودة: "عودة شارع نابلس للعمل تعني عودة الحياة، والعمل، والمدارس. نحن بحاجة إلى هذا النفس الجديد في المدينة".

وفي المقابل، تبرر إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية بوجود "أنشطة للفصائل المسلحة" تتلقى، بحسب الرواية الإسرائيلية، دعمًا وتمويلًا من إيران، وهو ما تستخدمه ذريعة لاقتحام المخيمات وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية.

وقد أظهرت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الضفة الغربية دعوات صريحة للفصائل المسلحة إلى عدم منح الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ذرائع جديدة لتنفيذ عمليات عسكرية داخل المدن الفلسطينية. كما شدد البعض على أن الاقتحامات الإسرائيلية تُبدد جهود سنوات من العمل الشعبي والبناء، داعين إلى تجنيب المدن المزيد من المواجهات التي قد تؤدي إلى كوارث إنسانية، والعمل بدلًا من ذلك على دعم التحركات الرسمية للسلطة الفلسطينية في المحافل الدولية للضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها.

فيما بلدية طولكرم أنها ماضية في تنفيذ خطة شاملة لإعادة تأهيل الطرق، وشبكات المياه والكهرباء، رغم التحديات المالية والأمنية، مشيرة إلى أن هناك تنسيقًا جاريًا مع مؤسسات محلية ودولية لضمان استمرارية مشاريع الترميم.