سجلت مصر قفزة جديدة في قدرتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة، بعدما ارتفع إجمالي الاستطاعة إلى 8.3 جيجاوات خلال العام المالي 2024-2025، مقارنة بـ 6.8 جيجاوات في العام السابق، بنسبة زيادة بلغت 22.1% تمثلت في زيادة 1.5 جيجاوات إضافية، وفقًا لبيانات هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.

الطاقة الكهرومائية ما تزال في الصدارة

أوضحت الهيئة أن الطاقة الكهرومائية تستحوذ على النصيب الأكبر بإجمالي إنتاج يبلغ 4202 ميجاوات، تليها طاقة الرياح بإجمالي 3537 ميجاوات، ثم الطاقة الشمسية بإجمالي 586 ميجاوات.

كما توجد قدرات إضافية قيد الإنشاء تبلغ نحو 4.6 جيجاوات، في حين تصل القدرات التي قيد التطوير إلى 12.2 جيجاوات.

عائدات بيئية واقتصادية مباشرة

ساهم هذا التوسع في تقليل الانبعاثات وتوفير الوقود، حيث تم تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 2880 كيلوطن، وتم توفير 1218 كيلوطن من الوقود المكافئ لمشتقات النفط.

مشروعات القطاع الخاص والتوسع المخطط

تستعد مصر لإضافة 17.3 جيجاوات أخرى من الطاقة المتجددة ضمن مشروعات القطاع الخاص، منها 5.8 جيجاوات من الطاقة الشمسية و11.54 جيجاوات من طاقة الرياح.

رؤية 2030 والطموحات المستقبلية

وفقًا لاستراتيجية التنمية المستدامة، تستهدف مصر بحلول 2030 أن يتكوّن مزيج الطاقة من:
•%27 من النفط والغاز
•%5 كهرباء مائية
•%16 طاقة شمسية
•%14 طاقة رياح
•%29 طاقة فحم
•%9 طاقة نووية

أما بحلول 2035، فتسعى الحكومة لأن يشمل المزيج:
•%55 طاقة حرارية
•%2 كهرباء مائية
•%26 شمسية
•%14 رياح
•%3 نووية

مشروعات جديدة تعزز طفرة الطاقة المتجددة في مصر

وتواصل مصر تعزيز قدراتها في مجال الطاقة المتجددة من خلال تدشين وتوسعة مشروعات استراتيجية كبرى، من أبرزها:

1-محطة “أبيدوس 1” للطاقة الشمسية

تم افتتاحها رسميًا في ديسمبر 2024 بقدرة 560 ميجاوات في صحراء كوم أمبو بأسوان، ما يجعلها واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في القارة. تولت تنفيذها شركة “إيميا باور” الإماراتية، وشارك في إنشائها أكثر من 3500 عامل مصري، وسجلت نحو 4.9 مليون ساعة عمل آمنة.

وتوفر المحطة الكهرباء لنحو 256 ألف منزل، وتسهم في تقليل الانبعاثات بنحو 760 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

2-محطة “أبيدوس 2” للطاقة الشمسية

حصلت مؤخرًا على الرخصة الذهبية تمهيدًا للبدء في تنفيذها بقدرة 1000 ميجاوات من الطاقة الشمسية، مع نظام لتخزين الطاقة بسعة 600 ميجاوات/ساعة.

3-محطة رياح “البحر الأحمر” – Red Sea Wind

مقرر أن يتم تشغيلها خلال أسابيع بقدرة 500 ميجاوات، عبر تحالف دولي يضم أوراسكوم للإنشاءات، وإنجي الفرنسية، وتويوتا تسوشو ويوروس إنرجي اليابانيتين. كما بدأت أعمال توسعة ورفع قدرة المحطة إلى 650 ميجاوات، لتصبح بذلك أكبر محطة لطاقة الرياح في إفريقيا، بقدرة كافية لتزويد أكثر من مليون منزل بالكهرباء، وتخفيض الانبعاثات بنحو 1.3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

4-مزرعة رياح “أميونت” – رأس غارب

تُعد واحدة من أحدث وأهم مشروعات طاقة الرياح في مصر، نفذتها شركة “إيميا باور” الإماراتية بقدرة إنتاجية 500 ميجاوات، ومن المخطط أن يتم تشغيلها خلال العام الجاري.

5-محطة “أوبليسك” للطاقة الشمسية – نجع حمادي

تُعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في مصر، حيث حصلت على الرخصة الذهبية في ديسمبر 2024. تُنفذها شركة “سكاتك” النرويجية بقدرة إجمالية تبلغ 1.1 جيجاوات، وتشمل أيضًا نظامًا لتخزين الطاقة بسعة 200 ميجاوات/ساعة.

عقد من التحول في الطاقة المتجددة بمصر

شهدت مصر طفرة غير مسبوقة في قدراتها على توليد الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت من 3,490 ميجاوات في عام 2014 إلى نحو 7,341 ميجاوات في عام 2024، على أن تصل إلى 10,000 ميجاوات بنهاية 2025، وهو ما يُمثل نسبة زيادة تتجاوز 186% مقارنة بعام 2014.

اقرأ أيضا.. على غرار “مول طنطا”.. مراكز السعودية تستعد لافتتاح “مول المنصورة”

وتُعد هذه الزيادة نتيجة مباشرة لخطة قومية واسعة النطاق اعتمدت على التوسع في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وجذب استثمارات محلية وأجنبية كبرى، إلى جانب تسهيلات تنظيمية مثل الرخصة الذهبية.

وتمضي مصر قدمًا نحو تحقيق هدفها الاستراتيجي بالوصول إلى 65,200 ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2040، تغطيها بالكامل مشروعات الشمس والرياح، بما يُمكّن الدولة من الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 60% من إجمالي مزيج الطاقة في ذلك العام، وفقًا لما أعلنه مجلس الوزراء.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط