كتبت – هاجر هشام 

في خطوة غير مسبوقة، كشفت شركة أبل عن مشروع طموح لتمكين مستخدمي أجهزتها الذكية، حيث يمكن التحكم بهواتف آيفون عبر التفكير فقط، كذلك أجهزة آيباد ونظارة Vision Pro، ويعد هذا الابتكار ثورة في عالم التكنولوجيا، يأتي نتيجة تعاون وثيق مع شركة Synchron، الرائدة في مجال واجهات الدماغ والحاسوب، لتقديم حلول تجمع بين الابتكار والشمولية.

تقنية التحكم بهواتف آيفون عبر التفكير

تعتمد هذه التقنية على جهاز صغير يُزرع في الجسم بطريقة غير جراحية، حيث يتم إدخاله عبر الأوعية الدموية ليستقر بالقرب من الدماغ، ثم يقوم الجهاز بالتقاط الإشارات العصبية المرتبطة بالنوايا الحركية، وتحويلها إلى تعليمات رقمية تتيح تصفح الأجهزة، وفتح التطبيقات، أو حتى إرسال الرسائل دون الحاجة إلى اللمس، فإن هذا النهج يُعد أقل تدخلاً مقارنة بالتقنيات الأخرى، مما يجعله خيارًا آمنًا وواعدًا.

مرضى يتحكمون بآيفون بأفكارهم  

خلال التجارب السريرية التي بدأت قبل عدة سنوات بإشراف هيئات تنظيمية أمريكية، تمكن عدد من المرضى المصابين بإعاقات حركية شديدة من استخدام أجهزة أبل بسهولة عبر هذه التقنية، ومن بينهم مريض في بنسلفانيا يعاني من حالة طبية تمنعه من تحريك يديه، حيث استطاع تشغيل هاتفه الآيفون والتفاعل مع تطبيقاته باستخدام إشارات دماغية فقط، وإن كانت العملية تستغرق وقتًا أطول من التحكم التقليدي.

كما وتسعى أبل إلى دمج هذه التقنية ضمن نظامها الحالي للتحكم غير التقليدي، المعروف بـ"التحكم بالتبديل"، لتتيح للمستخدمين تجربة سلسة عبر أجهزتهم. ومن المقرر أن تُطلق هذه الميزة رسميًا بنهاية عام 2025، مما يعزز التزام أبل بجعل منتجاتها متاحة للجميع، وتُشبه هذه الخطوة مبادرات سابقة للشركة، مثل دعمها للأجهزة المساعدة على السمع، مما يعكس رؤيتها طويلة الأمد في دعم الابتكار الشامل.

آبل وتقنية Synchron تُعيدان صياغة القواعد

يختلف نهج أبل وSynchron عن الحلول التي تقدمها شركات مثل Neuralink، التي تركز على زراعة أجهزة أكثر تعقيدًا مباشرة في الدماغ لتوفير تحكم دقيق، وفي المقابل، يركز التعاون بين أبل وSynchron على السلامة وسهولة الاستخدام، مما يمهد الطريق لتطبيقات أوسع في المستقبل، في حين تهدف أبل إلى وضع معيار عالمي لواجهات الدماغ الذكية، مما قد يُعيد تشكيل طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا.