في قصر الرياض الفخم، وأمام أعين العالم، أثارت لحظة عابرة جدلاً واسعًا: هل رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تناول القهوة العربية في حضرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟ فيديو متداول أظهر ترامب وهو يضع الفنجان جانبًا، مكتفيًا بحمله دون ارتشاف، بينما بدا على وجهه تعبير جامد، مما أثار تكهنات حول استخفافه بالتقاليد العربية.

لكن الحقيقة، كما كشفها مقطع فيديو آخر، هي أن ترامب احتسى القهوة في لحظة لاحقة. وربما كان امتناعه الأولي مرتبطًا بإعلانه الدائم عن تجنب الكحول والقهوة والتدخين، وهو قرار شخصي يعود إلى تجربة مريرة مع شقيقه الأكبر. ومع ذلك، فإن رمزية القهوة في الثقافة الخليجية، كعنوان للترحيب والكرم، جعلت من هذا الموقف محل تأويل شعبي واسع.

ومع ذلك، لم تكن هذه اللحظة العابرة سوى مقدمة لحدث تاريخي: توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 600 مليار دولار.

صفقات عسكرية ضخمة:

شملت الاتفاقية صفقات تسليح غير مسبوقة، بلغت قيمتها 142 مليار دولار، تضمنت:

أنظمة دفاع جوي متطورة مثل THAAD وPatriot PAC-3 MSE. مقاتلات F-15EX الحديثة، وطائرات بدون طيار MQ-9 Reaper. مروحيات هجومية مثل Apache AH-64 وBlack Hawk. صواريخ دقيقة التوجيه مثل JASSM وAMRAAM وSidewinder. تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والقيادة والسيطرة والتشويش الإلكتروني. معدات برية متطورة مثل Bradley وHumvee.

استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والبنية التحتية:

لم تقتصر الاتفاقية على الجانب العسكري، بل شملت استثمارات سعودية ضخمة في قطاعات استراتيجية في الولايات المتحدة، منها:

20 مليار دولار في شركة “داتا فولت” الأمريكية. 80 مليار دولار في شراكات مع شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Google وOracle وUber وAMD. 5.8 مليار دولار لإنشاء مصنع صحي في ولاية ميشيغان. 14 مليار دولار في صناديق استثمارية، من بينها صندوق يركز على إنشاء مفاعل نووي سعودي بدعم أمريكي.

هذه الصفقات والاستثمارات لم تكن مجرد معاملات تجارية، بل كانت إعلانًا عن شراكة استراتيجية عميقة تمتد إلى قلب الاقتصاد المعرفي الأمريكي، وتؤسس لتوطين التكنولوجيا الدفاعية والرقمية في المملكة. وتهدف هذه الشراكة إلى إعادة رسم موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، ومنع خصوم واشنطن، مثل الصين وروسيا، من استغلال أي فراغ استراتيجي.

هل كان “رفض” ترامب الأولي للقهوة مجرد لحظة عابرة، أم أنه كان جزءًا من سيناريو دبلوماسي مُحكم، يهدف إلى تمهيد الطريق لهذه الصفقة التاريخية؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا للتأويل.

الرئيس الامريكي ترامبالقهوة السعوديةقصر الرياض الامير محمد بن سلمان