في خطوة تعكس تطور العلاقات الدفاعية بين تركيا وأمريكا، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية في 14 مايو 2025 على صفقتين عسكريتين لتركيا بقيمة 304.1 مليون دولار، تشملان توريد صواريخ جو-جو متقدمة من طراز AIM-120C-8 AMRAAM وAIM-9X Sidewinder Block II، مع معدات وخدمات دعم شاملة.

تركيا تعزز قوتها الجوية بصواريخ AMRAAM وSidewinder الأمريكية

الصفقتان تندرجان في إطار خطة تركيا لتحديث سلاحها الجوي، خاصة بعد حصولها مؤخرًا على 40 مقاتلة من طراز F-16V (Viper)، وهي النسخة الأحدث من مقاتلات F-16. ستُدمج الصواريخ الجديدة في هذه الطائرات، مما يُعزز قدرتها على التعامل مع التهديدات الجوية ضمن بيئة قتال حديثة ومتغيرة.

تفوق جوّي خارج مدى الرؤية

صاروخ AIM-120C-8، من إنتاج شركة RTX Corporation، يُعدّ من أكثر صواريخ القتال الجوي تطورًا، بمدى يزيد على 100 كيلومتر وسرعة تصل إلى 4 ماخ.

ويتميز بتقنيات توجيه راداري نشط وقدرات عالية على مقاومة التشويش الإلكتروني، مع قدرة على الاشتباك من زوايا واسعة خارج خط التصويب (HOBS). الطلب التركي يشمل 53 صاروخًا، وست وحدات توجيه، وأنظمة CMBRE لضمان الكفاءة التشغيلية.

القتال القريب بدقة فائقة

بالتوازي، يعزز صاروخ AIM-9X Block II من قدرة تركيا في الاشتباك قصير المدى، خاصة في المواجهات ضمن مدى الرؤية (WVR). هذا الصاروخ، المزود بباحث حراري متطور ونظام توجيه دفع، يتمتع بقدرة مناورة استثنائية، ويصل مداه إلى 35 كيلومترًا.

والحزمة التركية تشمل 60 صاروخًا كاملاً و11 وحدة توجيه تكتيكية.

اقرأ أيضاً.. ترتيب الدول حسب عدد الرؤوس النووية وقوتها في 2025.. من يقدر على إنهاء العالم؟

F-16V .. منصة متعددة المهام

الطائرات التي ستستقبل هذه الأنظمة، F-16V، تتمتع بمحرك قوي من طراز F110-GE-129، وتبلغ سرعتها القصوى ماخ 2.

ويوفّر رادار SABR المتطور قدرة كبيرة على كشف وتتبع الأهداف، بينما تسمح إلكترونيات الطيران الحديثة وتوافق النظام مع خوذات التوجيه بتحسين فعالية AIM-9X في الاشتباكات القريبة.

خلفية تاريخية ودلالات استراتيجية

يأتي هذا التطور في ظل تحسن العلاقات الدفاعية بين البلدين بعد التوترات السابقة إثر شراء أنقرة منظومة S-400 الروسية.

وقد أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أن الصفقة “تعزز قدرة تركيا على الدفاع عن أجوائها والمساهمة في عمليات الناتو”.

وتاريخيًا، أثبتت الصواريخ الأمريكية فعاليتها في عمليات سابقة. ففي عام 2014، أسقطت طائرة F-16 تركية مقاتلة سورية باستخدام AIM-120، بينما استخدمت صاروخًا مماثلًا في حادثة إسقاط Su-24 الروسية عام 2015.

التوازن التركي بين الشرق والغرب

بجانب هذه الصفقات، تسعى تركيا لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون، وقد تجاوزت مؤخرًا عقبة الاعتراض الألماني. كما تواصل تطوير مقاتلتها المحلية من الجيل الخامس “TF Kaan”، في إطار سعيها لتنويع مصادر التسليح وتقليل الاعتماد على طرف واحد.

تركيا تحصل على أسعار تنافسية

تُظهر الصفقات الأخيرة أن تركيا حصلت على أسعار تنافسية. فتكلفة صاروخ AIM-9X في الصفقة التركية تقل عن نظيرتها في صفقة هولندية مماثلة عام 2024. ويُتوقع ألا تواجه أنقرة تحديات كبيرة في دمج الأنظمة الجديدة بفضل بنيتها التحتية الحالية وخبرتها السابقة مع هذه الأنظمة.

قفزة تكنولوجية وتوازن لتحقيق الاستقلالية

تعكس هذه المبيعات تحوّلًا في مقاربة تركيا الدفاعية، حيث تجمع بين التكامل مع حلف الناتو والتوجه نحو استقلالية استراتيجية. وبينما تُعزز أنظمة AMRAAM وSidewinder قدرة الردع الجوي التركية، يبقى المستقبل مفتوحًا أمام احتمالات أوسع للتعاون أو إعادة الاصطفاف في مشهد دولي متعدد الأقطاب.

اقرأ أيضاً.. ردًا على تساؤلات البرلمان.. بريطانيا تكشف موقفها من التدخل العسكري في صراع فلسطين وإسرائيل

نسخ الرابط تم نسخ الرابط