في عام 1948 وإثر الحرب العربية الإسرائيلية، تم تهجير ما يزيد عن 700 ألف فلسطيني من ديارهم، في مأساةٍ باتت تعرفُ باسم "النكبة".

تطلب هذا التهجير الجماعي استجابة إنسانية واسعة، أدّت إلى تأسيس الأونروا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، حيث وجدت الغالبية العظمى من لاجئي فلسطين حينها ملاذًا آمنًا في الأردن.

ما بدأ كاستجابة طارئة تحوّل على مدار العقود التالية إلى وكالة تقدّم خدمات التنمية البشرية الحيوية من التعليم الأساسي والرعاية الصحية والحماية والتمويل الأصغر وإزالة النفايات.

وعلى مر العقود، خلقت هذه الخدمات فرصًا اجتماعية واقتصادية حقيقية للاجئي فلسطين لعيش حياة كريمة ومنتجة، والمساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم المضيفة.

نمت الأونروا لتصبح ركيزة دعم للأجيال المتعاقبة من لاجئي فلسطين، في انتظار حل عادل ودائم لإحدى أكبر الأزمات المستعصية للاجئين في التاريخ المعاصر.

من مراكز توزيع الغذاء الطارئة إلى المدارس التقليدية والمراكز الصحية، مرورًا ببناء الملاجئ، تطورت الأونروا لتصبح نظام دعم شامل يخدم اليوم أكثر من 2.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن.

من التعليم في خيام القماش في خمسينيات القرن الماضي إلى تشغيل 161 مدرسة اليوم، توفر الأونروا الآن التعليم الأساسي لأكثر من 100 ألف طالب، من خلال دمج مناهج التكنولوجيا وحقوق الإنسان وحل النزاعات في العملية التعليمية.

ويُعد نظام التعليم، الذي يضم قرابة 4 آلاف معلم مؤهل، وحوالي 100 مُرشد، و35 معلمًا للتربية الخاصة، منارةً للأمل.

اليوم، تُزوّد مراكز التدريب المهني وكلية العلوم التربوية والآداب التابعة للأونروا الشباب بمهارات تُلبي احتياجات سوق العمل، محققةً معدلات توظيف مُتميزة.

إجمالا، يجد 89% من خريجي التدريب المهني و92% من خريجي كلية العلوم التربوية والآداب عملا خلال عام واحد.

ويرى الكثيرون في مجتمع اللاجئين أن التعليم الذي تقدمه الأونروا يشكل حجر الزاوية للاعتماد على الذات وفتح آفاق الفرص المستقبلية.

توسعت خدمات الأونروا الصحية من الرعاية الأساسية إلى الرعاية الشاملة عبر 25 مركزًا صحيًا تخدم ما يزيد عن 480 ألف مريض من لاجئي فلسطين في الأردن.

وفي عام 2024، قدمت الأونروا 1.6 مليون استشارة طبية شملت الحالات الحادة والمزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وصحة الأم والطفل، ودعم الصحة النفسية، والرعاية المتخصصة بما في ذلك التطعيمات وعلاج الأمراض غير المعدية.

كما يُسهم برنامج الأونروا الصحي في احتضان حياة جديدة من خلال توفير رعاية صحية متخصصة للنساء الحوامل، تشمل الرعاية قبل الولادة وبعدها، والإحالات لحالات الحمل عالية الخطورة.

وتمد الأونروا يد العون لأولئك الذين يحملون جراح التهجير الخفية، عبر تقديم الدعم للصحة النفسية والرعاية المتخصصة للاجئي فلسطين القادمين من سوريا وغزة.

تطورت خدمات الوكالة الإغاثية والاجتماعية من توزيع الغذاء والحليب في خمسينيات القرن الماضي إلى برامج مساعدات نقدية ربع سنوية تدعم ما يقارب 60 ألف لاجئ فلسطيني مسجل من الفئات الأشد ضعفًا.

وفي حين تواجه الأونروا تحديات سياسية ومالية جسيمة وغير مسبوقة، تظل ملتزمة ببذل قصارى جهدها لدعم لاجئي فلسطين في الأردن الذين يواصلون الاعتماد على الوكالة.

المملكة