نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ولي العهد.. زعامة من ذهب في زمن الرماد - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 06:49 مساءً
في عالم عربي تتنازعه الأزمات والانهيارات، وتتكاثر فيه الجراح المفتوحة، يطل علينا مشهدٌ استثنائي داخل ديناميكية المملكة العربية السعودية، إذ يتجلى معنى الزعامة في لحظة إنسانية، سياسية، ودبلوماسية نادرة، لحظة تبوح بالكثير وتُخفي في طياتها مشروعاً حضارياً عربياً كبيراً.
فيما ليس غريباً أن تخرج من الدرعية، مهد الدولة السعودية الأولى، إشارةُ أمل كبرى للعرب، لكنها هذه المرة لم تكن مدججة بالسيوف، بل ممتلئة بالمروءة والسياسة والحكمة، وتنبض بقلب قائد عربي شاب، اسمه محمد بن سلمان.
تذكروا عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من الرياض، رفع العقوبات كاملةً عن الجمهورية العربية السورية، لم يكن التصفيق في القاعة مجرد مجاملة، ولم تكن يد الأمير محمد بن سلمان على صدره مجرد إيماءة بروتوكولية مؤثرة. بل كانت تلك الحركة النبيلة تعبيراً صادقاً من قلب كبير، نابض بروح الأخ الأكبر الذي يفرح لفرح أشقائه.
صدقوني هذا هو قائدنا محمد بن سلمان، الزعيم الذي لا تنحصر زعامته في حدود بلادنا، بل تتخطاها إلى الفضاء العربي كله، كأنما يحمل في قلبه خارطة العرب من المحيط إلى الخليج، ويشعر بأوجاعهم كما لو أنها تخصه شخصياً.
بمعنى أدق فإن ما جرى في الرياض أمس لم يكن حدثاً دبلوماسياً عادياً، بل كان إعلاناً عربياً مفاده أن العرب لا يموتون إن تآزروا، وأن النار التي أُشعلت في دمشق، يمكن أن تُطفأ بحكمة العرب وصدق نواياهم.
والحق يقال لم تسلح السعودية الميليشيات، ولم ترسل العملاء، بل مدت يدها بالإطفاء بدل الإشعال، بالبناء بدل الهدم. وشتان بين من ينقذ، ومن يغرق الناس ثم يزعم المقاومة.
أخبار ذات صلة
بالتأكيد في تلك اللحظة، وبينما تهتز قاعة المؤتمر بالتصفيق، كانت دمشق تشهق بفرحة مفاجئة، وكان اللاجئ السوري، في أقصى الشتات، يشعر للحظة أن العالم لم ينتهِ، وأن الشام يمكن أن تعود كما عرفها يوماً.
على إنها زعامة لا تحتاج إلى أبراج عاجية، ولا تتغذى على لغة المزايدات، بل تتجلى في الحركة الصادقة، في الخطة الطويلة النفس، في صعود أمة تحاول أن تكتشف قوتها بعد قرون من التراجع والانكسارات.
وليس جديداً على المملكة هذا الدور، لكنها اليوم، عبر رؤية ولي عهدها، تنتقل من مشهد الدولة التقليدية إلى مشهد الدولة المبادِرة، الدولة التي تصنع السلام دون أن تساوم على الكرامة، وتدفع التنمية دون أن تبتزّ أحداً، وتستثمر في الإنسان، كما تستثمر في المستقبل.
ولقد بدا المشهد وكأنه يستعيد لحظة عربية مفقودة، تلك اللحظة التي شعر فيها العربي في أقصى الغرب، أن ما يجري في المشرق يعنيه، وأن زعيماً عربياً يعيد توزيع النبض في الجسد العربي المتعب.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ولي العهد.. زعامة من ذهب في زمن الرماد - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 06:49 مساءً
0 تعليق