كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن إدخال نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي M-SAM-II إلى خدمتها العسكرية، في أول ظهور علني لهذا النظام المتقدم في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال معرض الدفاع الدولي IDEX 2025.

كوريا الجنوبية تتخذ الإمارات محطة لتسويق منتجاتها الدفاعية

النظام، المعروف أيضًا باسم Cheongung Block-II، طوّرته شركة LIG Nex1، ويُعرض حاليًا ضمن جناح شركة Hanwha Aerospace، في خطوة تؤكد توسع نفوذ كوريا الجنوبية في أسواق التسليح العالمية، وتعتبر الإمارات محطة مهمة في تسويق منتجاتها الدفاعية.

يأتي اعتماد أبوظبي على النظام الكوري الجديد ضمن إطار استراتيجيتها لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية والصاروخية، من خلال بناء مظلة حماية متعددة الطبقات، تضم أيضًا أنظمة أميركية الصنع مثل PAC-3 MSE وTHAAD.

سر اتجاه الإمارات لشراء منظومة M-SAM-II الكورية الجنوبية؟

جاء اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لنظام M-SAM-II الكوري الجنوبي نتيجة مزيج من العوامل الاستراتيجية والتقنية، أبرزها رغبة أبوظبي في تنويع مصادر التسلّح، وتقليل الاعتماد على المزودين التقليديين من الولايات المتحدة وأوروبا. إضافة إلى ذلك، يوفر النظام الكوري مستوى أداء عالٍ يقارن بأنظمة مثل PAC-3 MSE وTHAAD، لكن بتكلفة أقل، وقيود تصدير أقل تشددًا، ما يمنح الإمارات هامشًا أوسع للتشغيل والتطوير المحلي.

كما أن العقد يتضمن مكونات إنتاج محلية، ما يُعزز مستوى الشراكة الصناعية والعسكرية بين الجانبين، ويُعد أكبر صفقة تصدير دفاعي في تاريخ كوريا الجنوبية.

كما أن قدرة M-SAM-II على العمل في بيئات مناخية قاسية، وامتلاكه لرادارات حديثة تعتمد على تقنية GaN، جعله ملائمًا تمامًا للمتطلبات الإقليمية في الخليج.

يُضاف إلى ذلك أن النظام يوفر قابلية تشغيل بيني عالية مع أنظمة الدفاع الأخرى، مما يسهل دمجه في البنية الحالية للدفاع الجوي الإماراتي، ويعزز قدرة الدولة على بناء مظلة متعددة الطبقات لمواجهة التهديدات المتصاعدة، سواء من الصواريخ الباليستية أو الطائرات بدون طيار.

تعزيز الشراكة الدفاعية الإماراتية-الكورية

يمثل هذا الإعلان تتويجًا لاتفاق دفاعي ضخم بلغت قيمته 3.5 مليار دولار، وُقّع خلال زيارة الرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي إن إلى أبوظبي في يناير 2022.

وقد استلمت الإمارات بالفعل بطاريتين من أصل 12 بطارية مخطط لها، عُرضت للمرة الأولى أثناء زيارة الشيخ حمدان بن محمد لقاعدة الظفرة الجوية منتصف 2024.

 مواصفات تقنية متقدمة تنافس الأنظمة الغربية

يتميز نظام M-SAM-II بقدرته على اعتراض الصواريخ الباليستية خلال مرحلتها النهائية، في مدى يتراوح بين 20 و50 كيلومترًا، وعلى ارتفاع من 15 إلى 40 كيلومترًا، بسرعات تصل إلى 5 ماخ (نحو 1.7 كيلومتر/ثانية).

ويعتمد النظام على رادار AESA متعدد الوظائف مبني بتقنية نيتريد الغاليوم (GaN)، ما يتيح أداءً قويًا في بيئات العمليات الحارة، مثل مناخات الخليج. ويُسهم هذا الرادار، بفضل تقنيات التبريد المدمجة، في تعزيز دقة التتبع والاستجابة الفورية للهجمات الجوية الكثيفة.

تحول استراتيجي في سوق الدفاع الخليجي

تُظهر الصفقة الإماراتية تحولًا لافتًا في التوجه الدفاعي الخليجي نحو تنويع مصادر التسلح، والابتعاد عن الاعتماد الحصري على الموردين الغربيين. ويُعزز نظام M-SAM-II البنية الدفاعية الإماراتية بتقنيته المتطورة وتكلفته الأقل مقارنةً بنظيره الأميركي PAC-3 MSE، مع مرونة أكبر في التصدير وتخصيص المواصفات.

كما يتمتع النظام بقدرة تشغيل بيني عالية، تتيح دمجه بسهولة في شبكات القيادة والسيطرة متعددة المصادر، وهو ما يجعله خيارًا جذابًا لدول تسعى إلى بناء أنظمة دفاعية مستقلة وفعالة.

اهتمام إقليمي ودولي متزايد بالنظام

إلى جانب الإمارات، تضم قائمة العملاء المؤكدين لنظام M-SAM-II كلًا من السعودية والعراق، مع استمرار المفاوضات مع رومانيا، الفلبين، وماليزيا. وتُشير شركة Hanwha Aerospace إلى أن تكوين النظام يشمل وحدات إطلاق متقدمة، رادارات توجيه، ومراكز قيادة، بالإضافة إلى مركبات إعادة تحميل، ما يجعله نظامًا مكتمل البنية.

مستقبل واعد للدفاع الكوري الجنوبي

طُوّر النظام ليحل محل بطاريات “هوك” و”باتريوت” القديمة في الجيش الكوري الجنوبي، ودخل الإنتاج الضخم عام 2018، ليُشكّل خطوة استراتيجية نحو منظومات أكثر تطورًا مثل M-SAM Block-III وL-SAM.

وتطمح كوريا الجنوبية من خلال هذه المنظومات إلى تعزيز اكتفائها الذاتي الدفاعي وتحقيق مكانة منافسة في السوق الدولية.

وفي IDEX 2025، عرضت Hanwha أيضًا نظام L-SAM بعيد المدى، المقرر دخوله الخدمة في 2027، في إشارة إلى نية كوريا الجنوبية قيادة سوق الدفاع الجوي على المستوى العالمي.

اقرأ أيضاً.. أمريكا والسعودية تبحثان صفقة محتملة لشراء طائرات F-35.. هل تنهي احتكار تل أبيب؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط