كتبت.. آلاء محمدي

وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستمعًا بكل جوارحه إلى أنغام أغنيته "فليبارك الله أمريكا"، وذلك قبل أن يشرع في إلقاء كلمته الافتتاحية الهامة بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك في مشهد مهيب ينم عن عمق الروابط السياسية والثقافية، وشهد منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي في الرياض لحظة تاريخية ذات طابع وطني أمريكي خالص.

ترامب يردد أغنية "فليبارك الله أمريكا"

لم يكن اختيار أغنية "فليبارك الله أمريكا" مجرد خلفية موسيقية عابرة، بل كان بمثابة رسالة رمزية دقيقة، تهدف إلى إبراز عمق المشاعر الوطنية التي لطالما حرص ترامب على استحضارها في لحظات سياسية فارقة، سواءً داخل الولايات المتحدة أو في محافل دولية هامة كهذا المنتدى.

وأدي الأغنية الفنان الأمريكي لي غرينوود، وهي تعد جزءًا لا يتجزأ من الوجدان الأمريكي، وتحمل في طياتها مضامين الفخر والانتماء والتضحية، وهي قيم لطالما تغنى بها ترامب في خطاباته وتجمعاته السياسية، وردد ترامب بصوت جهوري المقطع الأخير من الأغنية في الرياض، مرددًا كلمة "USA" بحماس بالغ، وذلك في مشهد أعاد إلى الأذهان تلك اللحظات المألوفة من تجمعاته الانتخابية، وهي التي كانت غالبًا ما تفتتح بهذه الأغنية الوطنية.

قصة أغنية "فليبارك الله أمريكا"

كتب أغنية "فليبارك الله أمريكا" التي كتبها غرينوود في عام 1983 وأطلقها لأول مرة في عام 1984، وتحولت على مدار أربعة عقود إلى ما يشبه النشيد الوطني غير الرسمي في العديد من الفعاليات السياسية الكبرى، خاصة تلك التي يشارك فيها المحافظون أو رموز الحزب الجمهوري.

وتحمل كلمات الأغنية معاني عميقة حيث تقول "أنا فخور بأنني أمريكي، حيث أعلم على الأقل أنني حر.. ولن أنسى الرجال الذين ماتوا، الذين منحوني هذا الحق.. وسأقف بكل فخر بجانبك لأدافع عنها حتى اليوم.. لأنني أحب هذه الأرض.. فليبارك الله أمريكا".

لي غرينوود يغني أغنية "فليبارك الله أمريكا" أمام الرؤساء

تصدرت الأغنية قوائم تصنيفات موسيقى "الكانتري" ثلاث مرات في تاريخها في عام 1991، وعقب هجمات 11 سبتمبر 2001، ثم في عام 2003، مما يعكس ارتباطها الوثيق بالمشاعر الوطنية في لحظات الأزمات والتحولات الكبرى.

وقد أدى لي غرينوود هذه الأغنية أمام عشرة رؤساء أمريكيين، بدءًا من رونالد ريغان، مرورًا بجورج بوش الأب، وصولًا إلى دونالد ترامب الذي توطدت علاقته به لدرجة أنه أصبح عنصرًا دائمًا في حملاته وجولاته، بل يوصف اليوم بـ "الصوت الوطني المرافق لترامب".

وعلى الرغم من أن غرينوود يُعد من أساطير موسيقى الكانتري، وله سجل حافل يضم سبع أغنيات وصلت إلى المركز الأول، و25 أغنية دخلت قوائم الموسيقى، فإن الأغنية تبقى ذروة إرثه الفني، ونقطة التحول في مسيرته نحو الرمزية الوطنية.