الشراكة في الفضاء.. نموذج للتكامل العلمي والتكنولوجي - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشراكة في الفضاء.. نموذج للتكامل العلمي والتكنولوجي - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 12:55 صباحاً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 14 مايو 2025 12:35 صباحاً - تمثل الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في قطاع الفضاء نموذجاً عالمياً للتكامل العلمي والتكنولوجي، حيث لم تعد تقتصر على تبادل الخبرات أو التعاون في مشاريع محدودة، بل تطورت إلى تحالف استراتيجي شامل يغطي مجالات الاستكشاف الفضائي والبحوث العلمية وتطوير التكنولوجيا، وصولاً إلى دعم الاقتصاد المعرفي وتعزيز العمل المناخي.

ورغم حداثة دخول الإمارات مجال استكشاف الفضاء، إلا أنها استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق إنجازات نوعية بفضل شراكاتها مع دول رائدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وهذه العلاقة لم تعد محصورة في الإطار التكنولوجي والعلمي، بل تحولت إلى نموذج متكامل للتعاون الدولي، يعكس رؤية مشتركة لاستكشاف الفضاء الخارجي، ويهدف إلى تطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين حياة البشر وتعزيز الأمن الفضائي.

وأبرز مظاهر أوجه التعاون الفضائي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة تمثلت في انضمام الإمارات كعضو مؤسس لاتفاقية «أرتميس» عام 2020، التي أطلقتها وكالة «ناسا» لتعزيز بيئة آمنة وشفافة لاستكشاف القمر وما بعده، واختيار الإمارات لهذا الدور جاء نتيجة لبرنامجها السلمي الطموح، وبنيتها التشريعية المتقدمة التي تحفز الابتكار والنمو في قطاع الفضاء.

وتُسهّل عمليات الاستكشاف والأنشطة الفضائية العلمية والتجارية، بما يصب في خدمة البشرية أجمع، إذ أوضحت «ناسا» أنها اختصت دولة الإمارات لتكون من بين أوائل المنضمين إلى هذه الاتفاقية الدولية، نظراً لامتلاكها برنامجاً سلمياً واعداً وطموحاً لاستكشاف الفضاء.

ولدورها الريادي إقليمياً ودولياً في هذا المجال المهم، إضافة إلى ما يميز قطاعها الفضائي الوطني من بنية تشريعية شفافة، تخاطب المستقبل، وتحفز النمو، وتلهم الأجيال.

وتطور التعاون بين البلدين ليشمل مشاريع استراتيجية، من أبرزها مشروع استكشاف المريخ وبرنامج رواد الفضاء، وصولاً إلى مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، الذي يعد الأول من نوعه عالمياً لدراسة سبعة كويكبات في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري.

وتمتد مهمة الكويكبات لـ 13 عاماً، تتوزع بين 6 سنوات لتصميم وتطوير المركبة الفضائية «MBR Explorer»، و7 سنوات لاستكشاف الكويكبات وجمع بيانات علمية غير مسبوقة حول تركيبها وأصولها، ما يفتح آفاقاً لفهم أعمق لتشكّل النظام الشمسي، والمهمة تتضمن تعاوناً مع ستة شركاء أمريكيين من جامعات ومراكز بحثية، أبرزها جامعتا أريزونا وكولورادو بولدر.

نقل المعرفة

جانب آخر من الشراكة يتمثل في برامج التدريب وبناء القدرات البشرية، حيث تلقى رواد الفضاء الإماراتيون تدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستن، كما شهد عام 2019 مشاركة أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، في مهمة قصيرة إلى محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع ناسا.

وتلا ذلك مشاركة معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، في مهمة SpaceX Crew-6 عام 2023، التي امتدت لستة أشهر، ليصبح أول رائد فضاء عربي ينجز مهمة طويلة الأمد في الفضاء، وأول من ينفذ مهمة سير خارج المحطة الدولية.

وفي إطار الجهود المناخية، قادت الإمارات خلال قمة المناخ (COP28) تعهداً عالمياً بمشاركة 20 وكالة فضاء، بما فيها الأمريكية، لدعم أجندة المناخ من خلال تمويل الأبحاث والبرامج المخصصة لمكافحة التغير المناخي، وتعهدت وكالات الفضاء المشاركة بـ«تعهدات جادة» بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات.

الاقتصاد الفضائي

وتولي دولة الإمارات أهمية استراتيجية لقطاع الفضاء كرافعة للتنويع الاقتصادي، حيث ترى فيه محركاً لنمو الصناعات الفضائية والشركات الناشئة، ومن جانبها، تسعى الولايات المتحدة لتعزيز شراكاتها مع الدول ذات الرؤى الطموحة، وهذه العلاقة المتبادلة فتحت آفاقاً جديدة للاستثمار في مجالات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.

سباق الفضاء

في ديسمبر 2023، انضمت الإمارات رسمياً إلى اتفاق «المحطة الفضائية القمرية» إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة عربية ضمن هذا المشروع الضخم، الذي يهدف إلى بناء محطة فضائية على مدار القمر تمهيداً لبعثات بشرية مستقبلية.

وتتولى الإمارات في هذا المشروع تطوير وحدة معادلة الضغط تزن 10 أطنان، وإنشاء مركز عمليات فضائي داخل الدولة، بالإضافة إلى مركز عالمي لتدريب رواد الفضاء، وتم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة «تاليس ألينيا سبيس» كجهة شريكة في تطوير هذه الوحدة، ما يعزز من قدرات الإمارات في مجال تصميم وبناء الأنظمة الفضائية المتقدمة.

ويتجاوز التعاون الإماراتي الأمريكي في الفضاء حدود المهمات الاستكشافية ليشمل الأبحاث العلمية، فقد أبرم «مركز محمد بن راشد للفضاء» شراكات بحثية مع جامعات أمريكية مرموقة، منها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضمن برنامج أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين 2025، الذي يهدف إلى إعداد وتأهيل جيل جديد من الكفاءات الإماراتية في مجالات علوم وهندسة الفضاء.

وتشكل الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة في قطاع الفضاء مثالاً رائداً للتعاون القائم على الابتكار وتبادل المعرفة وتحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة، وهي شراكة لا تكتفي بالإنجازات الآنية، بل تتطلع إلى المستقبل برؤية طموحة، واضعةً نصب أعينها هدفاً أسمى وهو خدمة البشرية واستدامة كوكب الأرض.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الشراكة في الفضاء.. نموذج للتكامل العلمي والتكنولوجي - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 12:55 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق