في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية بين  الولايات المتحدة والصين، أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، عن التوصل إلى "آلية لتجنب التصعيد" خلال المحادثات التي جرت في جنيف. 

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصةً فيما يتعلق بمسألة الرسوم الجمركية ومادة الفنتانيل.

آلية لتجنب التصعيد:

أوضح بيسنت أن المحادثات مع الصين أسفرت عن إنشاء آلية تهدف إلى منع تصاعد النزاعات التجارية. 

وأكد وزير الخزانة الأميركي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى انفصال عام عن الصين، بل ترغب في إعادة التوازن للاقتصاد الأميركي، بينما تحتاج الصين إلى التحول نحو اقتصاد يعتمد على الاستهلاك.

التركيز على الصفقات الآسيوية:

أشار بيسنت إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تركز على تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الآسيوية، مشيدًا بتعاون إندونيسيا وتايوان، ومؤكدًا على مناقشات مثمرة مع اليابان.

كما أعلن وزير الخزانة الأميركي عن خطة لإعادة الصناعات الاستراتيجية، مثل الصناعات الدوائية والرقائق وأشباه الموصلات، إلى الولايات المتحدة.

خفض الرسوم الجمركية:

أعلنت الولايات المتحدة والصين عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المضادة، حيث سيتم تقليص الرسوم الأميركية المفروضة على معظم الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بما في ذلك النسبة المرتبطة بالفنتانيل، وذلك بحلول 14 مايو الجاري.

الخلاف حول الفنتانيل:

على الرغم من التقدم في المحادثات، لم تلغِ واشنطن الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضتها على السلع الصينية، مشيرة إلى أن بكين لم تبذل جهودًا كافية لوقف تفشي مادة الفنتانيل في الولايات المتحدة. 

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الصينية هذه الرسوم، معتبرةً أن مسؤولية معالجة قضية الفنتانيل تقع على عاتق الولايات المتحدة نفسها.

ردود فعل صينية:

أعلنت الصين عن نيتها تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة بسبب فرض الرسوم الجمركية الإضافية، ووصفت هذه الإجراءات بأنها انتهاك خطير لقواعد المنظمة. 

كما اتهمت واشنطن بممارسة الحمائية والتنمر، مؤكدةً على اتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها.

بينما تسعى الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة التوترات التجارية من خلال آلية لتجنب التصعيد وخفض الرسوم الجمركية، تظل الخلافات قائمة، خاصةً فيما يتعلق بمسألة الفنتانيل. 

فهل ستكون هذه الخطوات كافية لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين، أم أن النزاعات ستستمر في ظل التحديات الراهنة