نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زمن المملكة قد حان - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 11:03 صباحاً
*رغيد الشماع
في الرابع عشر من مايو 2025، تتألق الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، كمنارة للطموح العالمي، تستضيف منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي، وهو حدث يُعيد رسم خارطة الاقتصاد العالمي. هذه القمة ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل إعلان صاخب عن ولادة عصر جديد، حيث تتربع المملكة على عرش القوى العظمى، عربيةً وإسلاميةً وآسيويةً، بقوة لا تُضاهى.
تستعد المملكة للكشف عن التزامات استثمارية غير مسبوقة بقيمة 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات مع الولايات المتحدة، تستهدف قطاعات المستقبل: الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، الدفاع، البنية التحتية، والتقنيات الثورية. هذه ليست مجرد أرقام، بل وثبة حضارية تُرسّخ مكانة المملكة كمحرك للابتكار والتقدم.
تتزيّن القمة بحضور عمالقة التكنولوجيا والمال: إيلون ماسك، مارك زوكربيرغ، لاري فينك، جنسن هوانغ، سام ألتمان، وجين فريزر. إن تواجدهم ليس صدفة، بل شهادة على أن الرياض أصبحت اليوم القلب النابض للاقتصاد العالمي، وجهة لا يمكن لأي قوة عالمية أن تتجاهلها.
هذا الصعود المذهل هو ثمرة قيادة استثنائية تجمع بين الحكمة والجرأة. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رمز الثبات والانفتاح، وضع الأسس الصلبة لهذا العهد الزاهر. إلى جانبه، يتألق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عبقري الإصلاح وصانع المستقبل، الذي أشعل ثورة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة. في أقل من عقد، حوّل الأمير المملكة إلى قوة اقتصادية ودبلوماسية عالمية، عبر إصلاحات جذرية ومشاريع عملاقة مثل نيوم، القدية، وروشن. لقد أصبح الأمير محمد بن سلمان رمزًا عالميًا للقيادة الشجاعة، واسمًا يُحفر في سجل صناع التاريخ.
الرياض اليوم ليست مدينة، بل رؤية. المملكة ليست دولة، بل قوة حضارية تُلهم العالم. إنها مركز الجاذبية الجديد، حيث تتلاقى الطموحات وتُصنع القرارات التي ستشكل مصير البشرية.
الكومنولث المشرقي: دعوة للتاريخ
نحن، شعوب المشرق العربي – لبنان، سوريا، العراق، الأردن – نقف اليوم على مفترق طرق حضاري. أمامنا خياران: إما أن نتشبث بماضٍ مزّقه الصراع والانقسام، أو أن ننطلق نحو مستقبل يليق بتاريخنا العريق وتطلعات شبابنا. إن الالتحاق بقاطرة التقدم التي تقودها المملكة العربية السعودية ليس مجرد خيار استراتيجي، بل هو نداء القدر ومسؤولية التاريخ.
كومنولث مشرقي، بشراكة المملكة ودول الجوار العربي، هو الرؤية التي ستُعيد صياغة مصير منطقتنا. هذا المشروع الحضاري ليس حلمًا عابرًا، بل خارطة طريق للوحدة، الاستقرار، والازدهار. إنه إطار يُجسّد طموحات شعوبنا، يُعزز التكامل الاقتصادي، يُوطّد الأمن الإقليمي، ويُرسي دعائم الكرامة والفخر العربي.
وصول طائرة ترامب (أ ف ب).
لماذا الكومنولث المشرقي؟
• اقتصاد مشترك: من خلال مناطق تجارة حرة، استثمارات مشتركة في الطاقة النظيفة، ومشاريع بنية تحتية عابرة للحدود، يمكننا بناء اقتصاد إقليمي قوي يُحرر شعوبنا من قيود الفقر والتخلف.
• أمن واستقرار: الكومنولث سيكون درعًا موحدًا ضد التهديدات الإرهابية والتدخلات الخارجية، مما يضمن استقرار المنطقة ويحمي سيادتها.
• نهضة ثقافية: من خلال منصات مشتركة للشباب، الفنون، والابتكار، سنعيد إحياء الروح العربية التي أنارت العالم يومًا بإبداعاتها. سنبني جسورًا ثقافية تجمع شعوب المشرق، من خلال مهرجانات فنية، برامج تبادل أكاديمي، ومبادرات رقمية تُبرز تراثنا وتطلعاتنا. هذه النهضة ستُلهم جيلًا جديدًا يحمل مشعل الإبداع، ويُعيد للعالم صورة الأمة العربية كمنارة للمعرفة والجمال.
• صوت عالمي موحد: الكومنولث سيمنح المشرق العربي صوتًا قويًا في المحافل الدولية، يدافع عن قضايانا ويُرسّخ مكانتنا كقوة حضارية.
المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي الوحيدة القادرة على قيادة هذا المشروع الجبار. بفضل رؤية 2030، حوّلت المملكة نفسها إلى مركز عالمي للابتكار والاستثمار، كما أثبتت قدرتها على توحيد الصف العربي عبر مبادرات دبلوماسية مثل اتفاق الرياض. استثماراتها الضخمة، كتلك التي ستُعلن في قمة الرياض 2025 بقيمة 600 مليار دولار، تؤهلها لتمويل مشاريع إعادة إعمار وتنمية في دول المشرق، من لبنان المكلوم إلى سوريا الجريحة.
نعم، الطريق ليس مفروشًا بالورود. الانقسامات السياسية، النفوذ الأجنبي، والتحديات الاقتصادية تعيق التكامل الإقليمي. لكن التاريخ يُعلمنا أن الأمم العظيمة تُبنى بالتحدي. لبنان بحاجة إلى إصلاحات داخلية لاستعادة دوره، وسوريا تتطلب تسوية سياسية شاملة، والعراق يسعى للتوازن بين طموحاته وتحدياته. المملكة، بحكمتها ونفوذها، قادرة على رأب الصدع وتوحيد الرؤى، شريطة أن يُدار الكومنولث بروح الشراكة لا الهيمنة
إن إطلاق الكومنولث المشرقي ليس مجرد مشروع إقليمي، بل دعوة لكتابة فصل جديد في تاريخ الأمة العربية. إنه وعد بمستقبل يزدهر فيه شبابنا، تتألق فيه مدننا، وتُضيء فيه قيمنا الإنسانية. إنه حلم يبدأ من الرياض، لكنه يمتد ليشمل كل قلب عربي ينبض بالأمل.
رسالة إلى العالم
قمة الرياض ليست حدثًا عابرًا، بل صرخة مدوية: القوة العظمى في القرن الحادي والعشرين تتحدث العربية، تفكر برؤية إنسانية، وتعمل لأجل البشرية جمعاء. الرياض اليوم هي مركز العالم، والمملكة هي المستقبل.
*مُطلق البرنامج الإصلاحي السياسي والاقتصادي التنموي "الشعب يريد"
0 تعليق