قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الآباء يواجهون تحديًا كبيرًا في كيفية توزيع العطاء بين أبنائهم، حيث يختلف الأمر بين الميل الفطري نحو الرعاية والاحتضان، وبين ما ينص عليه الشرع من قواعد العدالة والمساواة. وأوضح أن هذه المسألة تثير جدلًا فقهيًا مستمرًا بين من يرون ضرورة المساواة المطلقة في العطاء، وبين من يجيزون التفضيل وفقًا لبعض الحالات الاستثنائية التي تبرر هذا التفضيل.

استثناءات التفضيل في حالات الحاجة

في سياق حديثه، أشار الدكتور فخر إلى أنه قد تكون هناك حالات تستدعي التفضيل، مثل احتياج أحد الأبناء المُلِح أو مرضه، أو انشغاله في طلب العلم، وهو ما قد يُجيز التفضيل بشرط أن يكون هذا التفضيل مبررًا. واعتبر أن ميل الوالدين إلى مساعدة أحد أبنائهم عند الحاجة لا يتطلب نصًا شرعيًا خاصًا، بل هو نابع من الرحمة الإنسانية التي تدفع الأبوين لتقديم المساعدة دون النظر إلى مسألة التساوي بين الأبناء.

العدالة في توزيع الميراث

وأضاف الدكتور فخر أن هذا التفضيل يجب أن يظل في إطار الحياة الوالدية فقط، حيث لا يجوز تخصيص أحد الأبناء بجزء من التركة بعد الوفاة. وأكد أن نظام الميراث في الشريعة الإسلامية محكم، ولا مكان فيه للمحاباة أو التفضيل الشخصي بين الأبناء بعد رحيل الوالدين.

الرحمة والإنصاف في العطاء الأبوي

وفي ختام حديثه، شدد أمين الفتوى على أن الإنصاف يظل الأساس في التعامل بين الأبناء. وأوضح أن العطاء القائم على الرحمة لا يعد ظلمًا طالما كانت هناك حاجة ماسة لهذا العطاء ولم يتسبب في إضرار واضح بحقوق الآخرين.